ومن تلك الأباطيل ما عزوه إلى جنابه الشريف الأقدس في حديث السباطة ـ المتفق على صحته بينهم ـ وزعموا أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم بال قائما ، مع أن هذا مما يتنزه عنه ذوو المروءات من آحاد بني آدم فضلا عن نبي الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، فحملتني الحمية الإسلامية ، ودعاني داعي الغيرة على حفظ حرمة سيد الرسل عليه وآله الصلاة والسلام إلى إفراد المقال في هذا الحديث ، وبيان وهنه وسقوطه ، وإن كان أصحابنا رحمهمالله تعالى قد أشاروا إلى بطلانه (٢) بيد أنهم لم يبسطوا القول فيه ، ولم أقف على تأليف لهم في ذلك ، فأمطت بعون الله تعالى وحسن توفيقه في هذه الرسالة الستور عن علل هذا الحديث الباطل.
والله أسأل أن يرشد بها من زلت قدمه ، أو قصر عن إدراك الحق فهمه ، ويهديه إلى صراطه المستقيم ، إنه جواد كريم.
ورتبتها على أربعة فصول :
__________________
الصحيحان البخاري ومسلم ، وتلقّتهما الاُمّة بالقبول.
(٢) كالفضل بن شاذان في الايضاح : ٢٨ ، والإمام العلامة ابن المطهر رحمهالله في «نهج الحق» و «الرسالة السعدية» والمظفر في «دلائل الصدق» والفيروز آبادي في خاتمة كتابه «السبعة من السلف» وغيرهم رحمهمالله ورضي عنهم وأرضاهم.