مالقة ، حيّيت يا تينها |
|
الفلك من أجلك يا تينها |
نهى طبيبي عنه في علّتي |
|
ما لطبيبي عن حياتي نهى |
وذيّل عليه الإمام الخطيب أبو محمد عبد الوهاب المنشي بقوله : [السريع]
وحمص لا تنس لها تينها |
|
واذكر مع التين زياتينها |
وفي بعض النسخ : [السريع]
لا تنس لإشبيليّة تينها |
|
واذكر مع التين زياتينها |
وهو نحو الأول ؛ لأن حمص هي إشبيلية ، لنزول أهل حمص من المشرق بها ، حسبما سنذكره.
ونسب ابن جزي في ترتيبه لرحلة ابن بطّوطة البيتين الأولين للخطيب أبي محمد عبد الوهاب المالقي ، والتذييل لقاضي الجماعة أبي عبد الله بن عبد الملك ، فالله أعلم.
وقال ابن بطوطة : وبمالقة يصنع الفخّار المذهّب العجيب ، ويجلب منها إلى أقاصي البلاد ، ومسجدها كبير الساحة ، كثير البركة شهيرها (١) ، وصحنه لا نظير له في الحسن ، وفيه أشجار النارنج البديعة ، انتهى.
وقال قبله : إن مالقة (٢) إحدى قواعد الأندلس ، وبلادها الحسان ، جامعة بين مرافق البرّ والبحر ، كثيرة الخيرات والفواكه ، رأيت العنب يباع في أسواقها بحساب ثمانية أرطال بدرهم صغير ، ورمّانها المرسي الياقوتي لا نظير له في الدنيا ، وأمّا التين واللوز فيجلبان منها ومن أحوازها إلى بلاد المشرق والمغرب ، انتهى.
وبكورة أشبونة المتصلة بشنترين معدن التّبر ، وفيها عسل يجعل في كيس كتّان فلا يكون له رطوبة كأنه سكر ، ويوجد في ريفها العنبر الذي لا يشبهه إلّا الشّحري.
ومن أشهر مدن الأندلس مدينة قرطبة ـ أعادها الله تعالى للإسلام! ـ وبها الجامع المشهور ، والقنطرة المعروفة بالجسر.
__________________
(١) في ب : شهير.
(٢) مالقة : بالأندلس : مدينة على شاطى البحر ، عليها سور صخر ، والبحر في قبلتها ، وهي حسنة عامرة ، آهلة ، كثيرة الديار ، وفيما استدار من جميع جماعتها شجر التين المنسوب إليها. ولها واد يجري في زمن الشتاء (صفة جزيرة الأندلس ص ١٧٨).