إذا جئتها سترت نفسها |
|
بأكمامها فهي لا تظهر |
وأما قول أبي عبد الله بن عياش «بلنسية بيني ـ البيتين» وقد سبقا ، فقال ابن سعيد : إن ذلك حيث صارت ثغرا يصابحها العدوّ ويماسيها ، انتهى.
وقال أبو الحسن بن حريق (١) يجاوب ابن عياش : [الكامل]
بلنسية قرارة كلّ حسن |
|
حديث صحّ في شرق وغرب |
فإن قالوا : محلّ غلاء سعر |
|
ومسقط ديمتي طعن وضرب |
فقل هي جنّة حفّت رباها |
|
بمكروهين من جوع وحرب |
وقال الرّصافي في رصافتها : [المتقارب]
ولا كالرّصافة من منزل |
|
سقته السحائب صوب الوليّ (٢) |
أحنّ إليها ومن لي بها |
|
وأين السّريّ من الموصليّ |
وقال ابن سعيد : وبرصافة بلنسية مناظر وبساتين ومياه ، ولا نعلم في الأندلس ما يسمّى بهذا الاسم إلّا هذه ورصافة قرطبة ، انتهى.
ومن أعمال بلنسية قرية المنصف التي منها الفقيه الزاهد أبو عبد الله المنصفيّ وقبره كان بسبتة يزار ، رحمه الله تعالى! ومن نظمه : [السريع]
قالت لي النفس أتاك الردى |
|
وأنت في بحر الخطايا مقيم |
فما ادّخرت الزاد ، قلت : اقصري |
|
هل يحمل الزاد لدار الكريم |
ومن عمل بلنسية قرية بطرنة ، وهي التي كانت فيها الوقعة المشهورة للنصارى على المسلمين ، وفيها يقول أبو إسحاق بن يعلى الطّرسوني (٣) : [الطويل]
لبسوا الحديد إلى الوغى ولبستم |
|
حلل الحرير عليكم ألوانا |
ما كان أقبحهم وأحسنكم بها |
|
لو لم يكن ببطرنة ما كانا |
__________________
(١) أبو الحسن علي بن حريق المتوفى سنة ٦٢٢ ه. من شعراء زاد المسافر وهو شاعر فحل مستبحر في الأدب واللغات (زاد المسافر ص ٦٤ والتكملة ٢ : ٦٧٩).
(٢) الولي : المطر يأتي بعد مطر.
(٣) في ب : أبو إسحاق بن معلّى.