وذكر صاحب الجغرافيا أن جزيرة الأندلس مسيرة أربعين يوما طولا في ثمانية عشر يوما عرضا ، وهو مخالف لما سبق.
وقال ابن سيده : أخذت الأندلس في عرض الإقليمين الخامس والسادس من البحر الشامي في الجنوب إلى البحر المحيط في الشمال ، وبها من الجبال سبعة وثمانون جبلا ، انتهى.
ولبعضهم : [الكامل]
لله أندلس وما جمعت بها |
|
من كلّ ما ضمّت لها الأهواء |
فكأنما تلك الديار كواكب |
|
وكأنما تلك البقاع سماء |
وبكلّ قطر جدول في جنّة |
|
ولعت بها الأفياء والأنداء (١) |
وقال غيره : [البسيط]
في أرض أندلس تلتذّ نعماء |
|
ولا يفارق فيها القلب سرّاء |
وليس في غيرها بالعيش منتفع |
|
ولا تقوم بحقّ الأنس (٢) صهباء |
وأين يعدل عن أرض يحضّ (٣) بها |
|
على الشهادة أزواج وأبناء |
وأين يعدل عن أرض تحثّ بها |
|
على المدامة أمواه وأفياء (٤) |
وكيف لا تبهج الأبصار رؤيتها |
|
وكلّ أرض بها في الوشي صنعاء |
أنهارها فضّة ، والمسك تربتها |
|
والخزّ روضتها ، والدّرّ حصباء |
وللهواء بها لطف يرقّ به |
|
من لا يرقّ ، وتبدو منه أهواء |
ليس النسيم الذي يهفو بها سحرا |
|
ولا انتشار لآلي الطّلّ أنداء |
وإنّما أرج الندّ استثار بها |
|
في ماء ورد فطابت منه أرجاء |
وأين يبلع منها ما أصنّفه |
|
وكيف يحوي الذي حازته إحصاء |
قد ميّزت من جهات الأرض ثم بدت |
|
فريدة ، وتولّى ميزها الماء |
دارت عليها نطاقا أبحر خفقت |
|
وجدا بها إذ تبدّت وهي حسناء |
__________________
(١) الأفياء : جمع فيء ، وهو الظلّ ، والأنداء : جمع ندى ، وهو الماء الذي ينزل من السماء قليلا قليلا في آخر الليل. وولعت به علقت به علوقا شديدا.
(٢) في ب : الماء.
(٣) في ب : تحضّ.
(٤) في ب : أفياء وأنداء.