وقد رأيت أن أسرد هنا أسماء ملوك الأندلس من لدن الفتح إلى آخر ملوك بني أميّة ، وإن تقدّم ويأتي ذكر جملة منهم بما هو أتمّ ممّا هنا : فنقول : طارق بن زياد مولى موسى بن نصير ، ثم الأمير موسى بن نصير ، وكلاهما لم يتخذ سريرا للسلطنة. ثم عبد العزيز بن موسى بن نصير ، وسريره إشبيلية. ثم أيوب بن حبيب اللخمي ، وسريره قرطبة ، وكلّ من يأتي بعده فسريره قرطبة والزهراء والزاهرة بجانبيها إلى أن انقضت دولة بني مروان على ما ينبّه عليه. ثم الحرّ بن عبد الرحمن الثقفي. ثم السّمح بن مالك الخولاني. ثم عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي. ثم عنبسة بن سحيم الكلبي. ثم عذرة بن عبد الله الفهري. ثم يحيى بن سلمة الكلبي. ثم عثمان بن أبي نسعة الخثعمي. ثم حذيفة بن الأحوص القيسي. ثم الهيثم بن عبيد (١) الكلابي. ثم محمد بن عبد الله الأشجعي. ثم عبد الملك بن قطن الفهري. ثم بلج بن بشر بن عياض القشيري (٢). ثم ثعلبة بن سلامة العاملي. ثم أبو الخطار حسام بن ضرار الكلبي. ثم ثوابة بن سلامة الجذامي. ثم يوسف بن عبد الرحمن الفهري. وههنا انتهى الولاة الذين ملكوا الأندلس من غير موارثة ، أفرادا ، عددهم عشرون فيما ذكر ابن سعيد ، ولم يتعدّوا في السّمة لفظ الأمير.
قال ابن حيّان : مدّتهم منذ تاريخ الفتح من لذريق سلطان الأندلس النصراني ـ وهو يوم الأحد لخمس خلون من شوال سنة اثنتين وتسعين ـ إلى يوم الهزيمة على يوسف بن عبد الرحمن الفهري ، وتغلّب عبد الرحمن بن معاوية المرواني على سرير الملك قرطبة ـ وهو يوم الأضحى لعشر خلون من ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين ومائة ـ ست وأربعون سنة وخمسة أيام ، انتهى.
ثم كانت دولة بني أمية ، أولهم عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك. ثم ابنه هشام الرضي. ثم ابنه الحكم بن هشام. ثم ابنه عبد الرحمن الأوسط. ثم ابنه محمد بن عبد الرحمن. ثم ابنه المنذر بن محمد. ثم أخوه عبد الله بن محمد. ثم ابن ابنه عبد الرحمن الناصر بن محمد بن عبد الله. ثم ابنه الحكم المستنصر ، وكرسيهما الزهراء. ثم هشام بن الحكم ، وفي أيامه بنى حاجبه المنصور بن أبي عامر الزاهرة. ثم المهدي محمد بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر ، وهو أول خلفاء الفتنة ، وهدمت في أيامه الزهراء والزاهرة ، وعاد
__________________
(١) في ب : عديّ.
(٢) بلج بن بشر بن عياض القشيري المتوفى سنة ١٢٤ ه ، قائد شجاع ، دمشقي ، من ذوي الحزم ، سيّره هشام بن عبد الملك على مقدمة جيش كثيف مع عمه كلثوم بن عياض إلى إفريقية لما ثار أهلها بأميرهم ابن الحبحاب. (الأعلام ٢ : ٥٠).