ورياض تختال منها غصون |
|
في برود من زهرها وعقود |
فكأنّ الأدواح فيها غوان |
|
تتبارى زهوا بحسن القدود |
وكأنّ الأطيار فيها قيان |
|
تتغنّى في كلّ عود بعود (١) |
وكأنّ الأزهار في حومة الرّو |
|
ض سيوف تسلّ تحت بنود |
وأصبو إلى بطاح وأدواح ، تروّح النفوس والأرواح : [المنسرح]
سقيا لها من بطاح خزّ |
|
ودوح زهر بها مطلّ |
إذ لا ترى غير وجه شمس |
|
أطلّ فيه عذار ظلّ |
وأنهار جارية ، وأزهار نواسمها سارية ، وأربع وملاعب ، تزيح عن مبصرها المتاعب :
[مجزوء الكامل]
تلك المنازل والملا |
|
عب لا أراها الله محلا (٢) |
أوطنتها زمن الصّبا |
|
وجعلت فيها لي محلا |
حيث التفتّ رأيت ما |
|
ء سائحا ورأيت ظلا |
والنهر يفصل بين زه |
|
ر الروض في الشّطّين فصلا |
كبساط وشي جرّدت |
|
أيدي القيون عليه نصلا (٣) |
وإلى منازل ، يستفزّ حسنها الرائق الجادّ والهازل ، ويشفي منظرها عليلا ، ويكفي مخبرها للمستفهم دليلا : [الخفيف]
وجنن ألفتها حين غنّت |
|
حولها الورق بكرة وأصيلا (٤) |
نهرها مسرعا جرى وتمشّت |
|
في رباها الصّبا قليلا قليلا |
وأتمثّل إن ذكرت حال وداعي ، بقول الشاعر الأديب الوداعي (٥) : [المنسرح]
الغرب خير وعند ساكنه |
|
أمانة أوجبت تقدّمه |
__________________
(١) العود الأول : الغصن ، والعود الثاني : آلة موسيقية معروفة.
(٢) الأبيات لأبي فراس الحمداني (ديوانه ج ٢ ص ٣٢٧)
(٣) القيون : جمع قين : صانع السيوف.
(٤) الورق : جمع ورقاء : وهي الحمامة التي يميل لونها إلى الخضرة.
(٥) هو علي بن المظفر علاء الدين الوداعي من أهالي الاسكندرية وسكان دمشق. انظر فوات الوفيات ج ٢ ص ١٧٣.