حديثه أو حديث عنه يطربني |
|
هذا إذا غاب أو هذا إذا حضرا |
كلاهما حسن عندي أسرّ به |
|
لكنّ أحلاهما ما وافق النّظرا |
وقال آخر : [الخفيف]
لست مستأنسا بشيء إذا غب |
|
ت سوى ذكرك الذي لا يغيب |
أنت دون الجلّاس عندي وإن كن |
|
ت بعيدا فالأنس منك قريب |
وضمّنت فيه لمّا ورد مع جملة كتب من تلك الناحية ، وأنوار أهلها ذوي الفضائل الشهيرة أظهر من شمس الظهيرة في السماء الصاحية : [الخفيف]
قلت لمّا أتت من الشام كتب |
|
من أجلّاء نورهم يتألّق |
مرحبا مرحبا وأهلا وسهلا |
|
بعيون رأت محاسن جلّق |
وقلت أيضا : [الخفيف]
قلت لمّا وافت من الشام كتب |
|
والليالي تتيح قربا وبعدا |
مرحبا مرحبا وأهلا وسهلا |
|
بعيون رأت محاسن سعدى |
وكان من فصول هذا (١) الكتاب الوارد من المولى الشاهيني الذي اقتنص بفضله كلّ شارد ما نصّه : «ومما استخلص قلبي من يدي ترحي ، وجدّد سروري ونبّه فرحي ، حديث الكتاب وما حديث الكتاب ، حديث نسخ بحلاوته مرارة العتاب ، وأنساني حرارة المصاب ، في الأنسال والأعقاب ، وقضى به من حق لسان الدين ، دينه الذي تبرّع به غريم مليء من البلاغة وهو غير مدين ، حتى كأني يا سيدي بهذه البشرى ، أحرزت سواري كسرى ، وكان في مسمعي كل حرف إليها منسوب ، قميص يوسف في أجفان يعقوب ، وحتى كدت أهجر أهلي وبيتي ، وأسرج لاستقبال هذه البشرى أشهبي وكميتي ، وحتى أنني حاربت نومي وقومي ، وعزمت على أن أرحل ناقتي في وقتي ويومي ، وإن ذلك التغليس والتهجير (٢) في جنب ما بشّرت به لحقير ، وإنّ موقعها لدى هذا العبد الحقير لخطير. وقد كنت سألت شيخي حين ورد دمشق الشام ، واشتمّ منها العرار والبشام (٣) ، وشرّفني فعرفني ، وشاهدني فعاهدني ، على أن يجري ما دار بيننا
__________________
(١) في ب : من فصول الكتاب.
(٢) التغليس : السير في الغلس ، والغلس : ظلمة آخر الليل. والتهجير : السير في الهاجرة ، والهاجرة وقت اشتداد الحر.
(٣) العرار والبشام : شجران لهما رائحة عطرة.