لكن رزاياهم موجبة لليقين بأن الحاصل لهم هو أعلى مراتب حق اليقين ، فيكون علمهم حجة على العالمين.
وإن لم يتيقن فإنما لضعف في بصيرته ، فيجب عليه متابعة هؤلاء المتيقنين ، المتقين.
التاسع عشر
ابتلاؤهم في الدنيا دليل على المعاد ويوم الجزاء وإلا فليزم أعظم وهن في صنع العالم ، لمخالفة الحكمة الواجبة ، ونقض ما يشاهد ويحكم به الحدس الصائب من إتقان الصنع ، على أحسن نظام وأكمل وضع ، وأجمل ترصيف.
فيجب ـ بحكم نظام العالم ـ أن لا يضيع أجر المحسنين ، ولا يفوت جزاء الظالمين.
وبما أن ذلك ليس في الدنيا ، وجب ـ بالضرورة ـ أن يكون في الآخرة.
متم العشرين
إن تحملهم للرزايا ، وشهاداتهم ، وقصر أعمارهم ، لطف لهم ،
__________________
بظروفها ومقارناتها وتحملهم لها ، على لزوم علمهم بها وتيقنهم بنتائجها ، إذ أن الإقدام على تحمل مثلها لا يكون على أساس من الظن والاحتمال ، والرجاء والاحتياط ، بل خطورتها وفداحتها تقتضي اليقين والقطع.
وهذه فائدة عظيمة ، ودلالة قطعية حكيمة.