__________________
فدعا الرسول ـ كما يحدث بذلك مسلم والترمذي ـ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، وقال : «اللهم هؤلاء أهلي»
وقد روى الرازي في تفسيره الكبير أن النبي صلىاللهعليهوسلم خرج عليه مرط من شعر أسود ، وقد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها ، وهو يقول : إذا دعوت فأمنوا ، فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى ، اني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله بها ، فلا تباهلوهم فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني الى يوم القيامة.
بهذا النفر القليل من عترته الطاهرة باهل النبي نصارى نجران فبهلهم ، ورجعوا مأخوذين بروحانيتهم معتقدين الهلاك والدمار إذا هم مضوا في المباهلة ، تقدم النبي الكريم الى النصارى بريحانتيه العباقتين الحسن والحسين ، غير مقتصر على أحدهما ، لأن لكل منهما منزلته ومكانته ، فلا يمثل أحدهما الآخر ، وانما هما نظيران وندان ..
لذلك تراه قد دعاهما معا ممثلا بهما الأبناء ، ولو كان في الأمة الإسلامية من من يساويهما لدعاه كما دعاهما. ولما لم يكن في النساء من يقاس في بضعته الزهراء ، نرى الرسول الأعظم يستغني بوجودها عن وجود غيرها ، فكأنه صلىاللهعليهوسلم إذ دعاها دعا النساء جمعاء ، لأنها أم الأئمة وسيدة نساء هذه الأمة.
أما علي فقد دعاه الرسول ليمثل بنفسه نفس النبي ، لأنه وصيه وخليفته وولي عهده ، فهو باستطاعته أن يمثله ويقوم مقامه.
ما ذا بقي لي لأقوله بعد هذا؟ لا شيء ، فقد استبان الحق ووضحت السبيل ، وعلم من هم أهل البيت؟
وقال العلامة شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية في «علم الحديث» (ص