العلامة الحلي (٤٧) في كتاب (النهاية) (٤٨).
وقد صدر عن بعض الأزواج ـ بعد الترغيب أيضا ـ ما هو رجس وإثم وفاقا (٤٩).
فلو كان المقصود من الآية إرادة إذهاب الرجس عنهن ـ بعد الترغيب ـ لما صدر عنهن ـ بعده ـ ما ينافي ذلك (٥٠) ، فلا نظام لبيان النظم على الوجه المذكور.
__________________
(٤٧) هو : الحسن بن يوسف بن علي بن مطهر ، أبو منصور ، ولد في الحلة السيفية في العراق سنة ٦٤٨ ه ، وحاله في الفضل والعلم والجلالة أكبر من أن يسطره قلم أو يستوفيه رقم ، له من المصنفات ما طبق بشهرته الآفاق ، قالوا : إنها بلغت ألف مصنف ، توفي ـ رضياللهعنه ـ سنة ٧٢٦ ه عن ثمانية وسبعين عاما ، ودفن جثمانه الطاهر في النجف الأشرف بجوار مرقد أمير المؤمنين وسيد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ، على يمين الداخل إلى المرقد الشريف من جهة الباب الكبير.
الوافي بالوفيات ١٣ / ٨٥ ، لسان الميزان ٢ / ٣١٧ ، النجوم الزاهرة ٩ / ٢٦٧ ، الأعلام ٢ / ٢٢٧ ، وسائر كتب الرجال الشيعية المتأخرة عن عصر العلامة قدسسره الشريف.
(٤٨) نهاية الوصول إلى علم الأصول (الطبعة الحجرية) : ١٨٤ ـ في بحث الإجماع ، قال ـ في جواب من اعترض على حمل الآية على الزوجات بدعوى أن ما قبلها وما بعدها خطاب معهن ـ ما لفظه : (والجواب من وجوه ـ ثم ذكر أربعة وجوه وقال : ـ الخامس : مراد الله تعالى واجب الوقوع مطلقا عندهم وعندنا في أفعاله فيكون مرفوع الرجس عنهم محالا ، وهو إنما يثبت في حق المعصومين لا الزوجات لوقوع الذنب منهن).
(٤٩) أنظر : النص والاجتهاد ـ للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي ـ ٤١٢ ـ ٤٢٣ حيث أحصى فيه ما (صدر عن بعض الأزواج ـ بعد الترغيب أيضا ـ ما هو رجس وإثم وفاقا).
(٥٠) ولعل اعتقاد صحة دعوى إرادة إذهاب الرجس عن النساء ـ بعد ثبوت كون الإرادة في الآية إرادة تكوينية ـ مع صدور ما ينافي ذلك عن بعضهن اتفاقا يؤدي إلى مضاعفات عقائدية خطيرة جدا ، لأن لازم الاعتقاد بها يعني الاعتقاد بتخلف المراد عن إرادته تعالى ، بمعنى أن إرادة الأزواج لارتكاب الرجس ـ بأي معنى فسر ـ أقوى من إرادة الخالق على إذهابه عنهن ، وهو محال.