وقد وسمت أعناقهن أزمة |
|
بطول السرى حتى تظن لها علطا |
إذا أوقدت نارا بقذف الحصا حكت |
|
وبحر الدجى طام سفينا رمت نفطا (١) |
إمام الهدى أعليت للدين معلما |
|
وسمت العدا من بعد رفعتهم حطا |
وألحفتهم عقم المنى عن حيالها |
|
فما ولدت عقما ولا نتجت سقطا (٢) |
وصيرتم في عقلة سارح العدا |
|
وسرحتم الآمال من عقلها نشطا (٣) |
ومن كان يشكو سطوة الدهر قد غدا |
|
بعدلك لا يعدى عليه ولا يسطى |
ففي كل حال تؤثر القسط جاريا |
|
على سنن التقوى وتجتنب القسطا |
فبوركت سبطا جدّه عمر الرضا |
|
وبورك من جد غدوت له سبطا (٤) |
تلوت الإمام العدل يحيى فلم تزل |
|
تزيد أمور الخلق من بعده ضبطا |
فزدتم وضوحا بعده واستقامة |
|
وتوطئة نهج السبيل الذي وطّا |
وما كان أبقى غاية غير أنه |
|
حبيت بما لم يحب خلق ولم يعطا |
إذا درر الأملاك في الفخر نظّمت |
|
على نسق عقدا فدولتك الوسطى |
وله أيضا فيه : [بحر الكامل]
في كل أفق من صباح دجاكم |
|
نور جلا خيط الظلام بخيطه |
راقت محاسن مجدكم فبهرن ما |
|
كسيته من حبر المديح وريطه (٥) |
٢١٨ ـ وله ـ رحمه الله تعالى! ـ عدة تآليف ، وولد سنة ٦٠٨ ، وتوفي ليلة السبت ٢٤ رمضان سنة أربع وثمانين وستمائة بتونس ، وممن أخذ عنه الحافظ ابن رشيد الفهري ، وذكره في رحلته وأثنى عليه ، كما أثنى عليه العبدري في رحلته ، فقال : حازم ، وما أدرك ما حازم ، وقد عرّفت به في «أزهار الرياض» مما يغني عن الإعادة ، وكان هو والحافظ أبو عبد الله بن الأبار فرسي رهان ، غير أن ابن الأبار كان أكثر منه رواية وهو الإمام الحافظ الكاتب الناظم الناثر المؤلف الراوية أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي بكر ، القضاعي ، الأندلسي ، البلنسي ، كتب ببلنسية عن السيد أبي عبد الله بن السيد أبي حفص ابن أمير المؤمنين
__________________
(١) طمى البحر : امتلأ. وطما الماء ارتفع وملأ النهر.
(٢) في ب : «وألحقتهم عقم المنى» ..
(٣) في ب : «وصيّرهم في عقلة» ..
(٤) السبط : ولد الولد.
(٥) الريط : جمع ريطة وهي الملاءة.