٢٣١ ـ ومنهم أبو أمية إبراهيم بن منبه بن عمر بن أحمد ، الغافقي (١).
من أهل المرية ، ونزل مرسية ، سمع ببلده من ابن شفيع ، وأخذ عنه القراءات ، ومن الحافظ ابن سكرة وابن رغيبة وعبد القادر بن الحناط ، وبقرطبة من ابن عتاب وابن طريف وأبي بحر الأسدي وابن مغيث وغيرهم ، ورحل حاجا ، فسمع بمكة من أبي علي بن العرجاء أحاديث جعفر بن نسطور وغيرها في شعبان سنة ست وعشرين ، وسمع أيضا من أبي الفتح سلطان بن إبراهيم المقدسي ، وقفل إلى بلده ، وانتقل بعد الحادثة عليه إلى مرسية ، وولي القضاء والخطبة هنالك ، وحدّث ، وأخذ عنه ، وكان فقيها مشاورا ، وقيل : إن ابن حبيش سمع منه الأحاديث النسطورية ، وأسمع صحيح البخاري آخر الحجة (٢) سنة خمس وخمسين وخمسمائة ، وكان يحدّث به عن سلطان بن إبراهيم عن كريمة المروزية ، وحكى رحمه الله تعالى عن أبي ذرّ الهروي أنه قال عند موته : عليكم بكريمة فإنها تحمل كتاب البخاري من طريق أبي الهيثم ، رحم الله تعالى الجميع!.
٢٣٢ ـ ٢٣٣ ـ ومنهم أبو القاسم بن فورتش ، وهو إسماعيل بن يحيى بن عبد الرحمن ، السّرقسطي ، وأخوه القاضي محمد بن يحيى ، وكانا جميعا زاهدين ، لهما رحلة سمعا فيها من أبي ذر الهروي بمكة ، وعادا إلى بلدهما ، وولي محمد منهما القضاء ، وقد لقيهما القاضي الحافظ أبو علي بن سكّرة ولم يسمع منهما ، ويرويان عن أبي عمر الطلمنكي وأبي الحزم بن أبي درهم (٣) ، وتوفي أبو القاسم في نحو الخمسمائة.
٢٣٤ ـ ومنهم أبو الطاهر إسماعيل بن أحمد بن عمر ، القرشي ، العلوي ، الإشبيلي.
رحل حاجا ، ودخل العراق والموصل ، وقيد الكثير ورواه ، وسمع من أبي حفص الميانشي بمكة سنة ٥٧٠ ، وحدث بالموطإ عن أبي الحسن علي بن هابيل الأنصاري عن أبي الوليد الباجي ، وحدث أيضا عن غيره بما دل على أنه كان يخلط ولا يضبط ، وكذلك قال أبو الصبر : كان له في الموطأ إسناد عال جدا ، فتصفحته فوجدته ينقص منه رجل واحد ، فاستربت (٤) في الرواية عنه بعد تحسين الظن به ، ولم يتنبه أبو الصبر لأن ابن هابيل وغيره من شيوخه مجهولون ، وأبو الصبر ممن روى عن المذكور ، وهو أبو الصبر السبتي ، والله تعالى أعلم بحقيقة حال الرجل.
__________________
(١) انظر ترجمته في التكملة ص ١٤٩.
(٢) في ب : «آخر ذي الحجة».
(٣) في ج : «أبي الحزم بن درهم».
(٤) استراب : وقع في الشك. واستربت في الرواية عنه : رأيت ما يريبني وشككت.