وعاد بعد أسفاره ، وخدم الكامل بن العادل ، وكان يعتمد عليه في الأدوية والحشائش ، وجعله في الديار المصرية رئيسا على سائر العشّابين وأصحاب البسطات ، ومن بعده خدم ولده الصالح (١) ، وكان حظيا عنده ، إلى أن توفي بشعبان سنة ٦٤٦ التي توفي بها ابن الحاجب ، وله من المصنفات كتاب «الجامع في الأدوية المفردة» وكتاب «المغني» أيضا في الأدوية ، وكتاب «الإبانة والإعلام ، بما في المنهاج من الخلل والأوهام» وكتاب «الأفعال العجيبة ، والخواص الغريبة» وشرح كتاب ديسقوريدوس ، قال الذهبي : انتهت إليه معرفة تحقيق النبات وصفاته ، وأماكنه ومنافعه ، وتوفي بدمشق ، انتهى.
٣٠٦ ـ ومنهم الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن علي ، القرشي ، البسطي ، الشهير بالقلصادي(٢) ـ بفتحات ـ كما قال السخاوي
الصالح ، الرحلة ، المؤلف ، الفرضي ، آخر من له التآليف الكثيرة من أئمة الأندلس ، وأكثر تصانيفه في الحساب والفرائض ، كشرحيه العجيبين على تلخيص ابن البناء والحوفي ، وكفاه فخرا أن الإمام السنوسي صاحب العقائد أخذ عنه جملة من الفرائض والحساب ، وأجازه جميع مروياته ، وأصله من بسطة ، ثم انتقل إلى غرناطة ، فاستوطنها ، وأخذ بها عن جماعة كابن فتوح والسرقسطي وغيرهما ، ثم ارتحل إلى المشرق ومر بتلمسان فأخذ بها عن الإمام عالم الدنيا ابن مرزوق والقاضي أبي الفضل قاسم العقباني وأبي العباس بن زاغ وغيرهم ، ثم ارتحل فلقي بتونس تلامذة ابن عرفة كابن عقاب والقلشاني وحلول وغيرهم ، ثم حج ولقي أعلاما ، وعاد فاستوطن غرناطة إلى أن حل بوطنه ما حل ، فتحيل في خلاصه من الشرك وارتحل ، ومر بتلمسان فنزل بها على الكفيف ابن مرزوق ابن شيخه ، ثم جدت به الرحلة إلى أن وافته منيته بباجة إفريقية منتصف ذي الحجة سنة ٨٩١ ، وكان كثير المواظبة على الدرس والكتابة والتأليف ، ومن تآليفه «أشرف المسالك ، إلى مذهب مالك» وشرح مختصر خليل ، وشرح الرسالة ، وشرح التلقين و «هداية الأنام ، في شرح مختصر قواعد الإسلام» وهو شرح مفيد ، وشرح رجز القرطبي ، و «تنبيه الإنسان ، إلى علم الميزان» و «المدخل الضروري» وشرح إيساغوجي في المنطق ، وله شرح الأنوار السنية لابن جزى ، وشرح رجز الشراز في الفرائض الذي أوله : [بحر الرجز]
__________________
(١) في ه : «خدم والده الصالح» وهو تحريف.
(٢) انظر ترجمته في الأعلام للزركلي ج ٥ ص ١٦٣. وقد جاء فيه أن القلصادي ولد سنة ٨١٥ ه وتوفي سنة ٨٩١ ه.