كتابا بأطراف العوالي ونقسه |
|
دم القلب مشكولا بنضح الترائب (١) |
وما كنت أدري قبلهم أنّ معشرا |
|
أقاموا كتابا من نفوس الكتائب |
وأنشدني المقدم الأمير أبو زيد بن بكيت قال : أنشدني بعض السادة من بني عبد المؤمن : [بحر السريع]
فديت من أصبحت في أسره |
|
وليس لي من حكمه فادي |
إن حلّ يوما واديا كان لي |
|
جنّة عدن ذلك الوادي |
ثم ذكر ، رحمه الله تعالى ، جملة من علماء الأندلس والمغرب لقيهم في هذه الرحلة.
ومن نظم السرخسي المذكور قوله رحمه الله تعالى : [بحر السريع]
يا ساهر المقلة لا عن كرى |
|
غفلت عن هجعي وأوصابي (٢) |
لو لم يكن وجهك لي قبلة |
|
ما أصبح الحاجب محرابي |
وكان متفنّنا في العلوم ، وهو عمّ الأمراء الوزراء الرؤساء فخر الدين وإخوته ، ومن مصنّفاته «المسالك والممالك» و «عطف الذيل» في التاريخ ، وله أمال وتخاريج. وقدّمه المنصور صاحب المغرب على جماعة. وتوفي رحمه الله تعالى بدمشق ، ودفن في مقابر الصوفية عند المنيبع. وكان عالي الهمة ، شريف النفس ، قليل الطمع ، لا يلتفت إلى أحد رغبة في دنياه ، لا من أهله ولا من غيرهم ، وذكره صاحب «المرآة» وغيره ، وترجمته واسعة ، رحمه الله تعالى!
٦١ ـ ومن الوافدين على الأندلس ظفر البغدادي.
سكن قرطبة ، وكان من رؤساء الورّاقين المعروفين بالضبط وحسن الخطّ كعباس بن عمر الصقلي ويوسف البلوطي وطبقتهما ، واستخدمه الحكم المستنصر بالله في الوراقة (٣) ، لما علم من شدّة اعتناء الحكم بجمع الكتب واقتنائها. وقد أشار ابن حيان في كتاب «المقتبس» إلى ظفر هذا ، رحمه الله تعالى!
٦٢ ـ ومنهم الرازي ، وهو محمد بن موسى بن بشير بن جناد بن لقيط ، الكناني ، الرازي.
__________________
(١) العوالي : الرماح. والنقس : الحبر. والترائب : موضع القلادة من الصدر.
(٢) الهجع : النوم. والأوصاب : جمع وصب ، وهو الوجع.
(٣) الوراقة : صناعة النسخ ، والوراقون : الذين كانوا ينسخون الكتب.