وقال أيضا : [الكامل]
بأبي وغير أبي أغنّ مهفهف |
|
مهضوم ما خلف الوشاح خميصه |
لبس السواد ومزّقته جفونه |
|
فأتى كيوسف حين قدّ قميصه |
وقال أيضا : [الطويل]
سقتني بيمناها وفيها فلم أزل |
|
يجاذبني من ذا ومن هذه سكر |
ترشّفت فاها إذ ترشّفت كأسها |
|
فلا والهوى لم أدر أيّهما الخمر (١) |
وقال : [البسيط]
رقّ النسيم وراق الروض بالزّهر |
|
فنبّه الكأس والإبريق بالوتر |
ما العيش إلّا اصطباح الراح أو شنب |
|
يغني عن الراح من سلسال ذي أشر (٢) |
قل للكواعب غضّي للكرى مقلا |
|
فأعين الزّهر أولى منك بالسّهر |
وللصباح ألا فانشر رداء سنا |
|
هذا الدّجى قد طوته راحة السّحر |
وقام بالقهوة الصهباء ذو هيف |
|
يكاد معطفه ينقدّ بالنّظر |
يطفو عليها إذا ما شجّها درر |
|
تخالها اختلست من ثغره الخصر (٣) |
والكأس من كفّه بالراح محدقة |
|
كهالة أحدقت في الأفق بالقمر |
وقال : [الطويل]
تضوّعن أنفاسا وأشرقن أوجها |
|
فهنّ منيرات الصباح بواسم |
لئن كنّ زهرا فالجوانح أبرج |
|
وإن كنّ زهرا فالقلوب كمائم (٤) |
وهو من بديع التقسيم.
وقال السميسر : [الوافر]
تحفّظ من ثيابك ثم صنها |
|
وإلّا سوف تلبسها حدادا |
__________________
(١) ترشّفت فاها : تمصصت فمها.
(٢) الشنب : صفاء الأسنان وابيضاضها.
(٣) شجها : مزجها بالماء. وأراد بالدرر : الحبب الطافي على سطح الخمر. والثغر الخصر : الثغر البارد.
(٤) الزّهر : أراد النجوم. والأبرج : جمع برج ، وهو منزلة الكواكب. والكمائم : جمع كمامة ، وهي غلاف الزهر.