وميّز في زمانك كلّ حبر |
|
وناظر أهله تسد العبادا |
وظنّ بسائر الأجناس خيرا |
|
وأمّا جنس آدم فالبعادا |
أرادوني بجمعهم فردّوا |
|
على الأعقاب قد نكصوا فرادى |
وعادوا بعد ذا إخوان صدق |
|
كبعض عقارب رجعت جرادا |
وقال ابن رزين ، وهو من رجال الذخيرة (١) : [مجزوء الكامل]
لأسرّحنّ نواظري |
|
في ذلك الروض النضير |
ولآكلنّك بالمنى |
|
ولأشربنّك بالضمير |
وقال سلطان بلنسية عبد الملك بن مروان بن عبد الله بن عبد العزيز (٢) : [الطويل]
ولا غرو بعدي أن يسوّد معشر |
|
فيضحي لهم يوم وليس لهم أمس |
كذاك نجوم الجوّ تبدو زواهرا |
|
إذا ما توارت في مغاربها الشمس |
وتحاكم إلى أبي أيوب سليمان بن محمد بن بطال البطليوسي المعروف بالمتلمس غلامان جميلان لأحدهما وفرة (٣) شقراء ، وللآخر سوداء : أيهما أحسن؟ والمتلمس المذكور هو صاحب كتاب «الأحكام ، فيما لا يستغني عنه الحكام» فقال : [البسيط]
وشادنين ألمّا بي على مقة |
|
تنازعا الحسن في غايات مستبق |
كأنّ لمّة ذا من نرجس خلقت |
|
على بهار وذا مسك على ورق |
وحكّما الصّبّ في التفضيل بينهما |
|
ولم يخافا عليه رشوة الحدق |
فقام يدلي إليه الرّيم حجّته |
|
مبيّنا بلسان منه منطلق |
فقال : وجهي بدر يستضاء به |
|
ولون شعري مصبوغ من الغسق |
وكحل عيني سحر للنّهى وكذا |
|
والسحر أحسن ما يعزى إلى الحدق |
فقال صاحبه : أحسنت وصفك ل |
|
كن فاستمع لمقال فيّ متّفق |
أنا على أفقي شمس النهار ، ولم |
|
تغرب وشقرة شعري حمرة الشفق |
وفضل ما عيب في عينيّ من زرق |
|
أنّ الأسنّة قد تعزى إلى الزّرق |
__________________
(١) انظر الذخيرة ج ٣ ص ٣٣.
(٢) انظر المغرب ج ٢ ص ٣٠٠.
(٣) الوفرة : الشعر المجتمع على الرأس ، أو ما جاوز شحمة الأذن.