قلت : وهي من أحسن ما سمعت في الاصطرلاب.
وأمر رحمه الله تعالى أن يكتب على قبره : [الطويل]
سكنتك يا دار الفناء مصدّقا |
|
بأني إلى دار البقاء أصير |
وأعظم ما في الأمر أني صائر |
|
إلى عادل في الحكم ليس يجور |
فيا ليت شعري كيف ألقاه عندها |
|
وزادي قليل والذنوب كثير |
فإن أك مجزيّا بذنبي فإنني |
|
بشرّ عقاب المذنبين جدير |
وإن يك عفو من غنيّ ومفضل |
|
فثمّ نعيم دائم وسرور |
وقال ابن خفاجة (١) ، وهو مما أورده له صاحب الذخيرة : [الطويل]
لقد زار من أهوى على غير موعد |
|
فعاينت بدر التّمّ ذاك التلاقيا |
وعاتبته والعتب يحلو حديثه |
|
وقد بلغت روحي لديه التراقيا |
فلمّا اجتمعنا قلت من فرحي به |
|
من الشّعر بيتا والدموع سواقيا |
(وقد يجمع الله الشتيتين بعدما |
|
يظنّان كلّ الظنّ أن لا تلاقيا) |
ومن مجون الأندلسيين هذه القصيدة المنسوبة لسيدي أبي عبد الله بن الأزرق ، وهي : [الرجز]
عم باتّصال الزمن |
|
ولا تبالي بمن |
وهو يواسي بالرضا |
|
من سمج أو حسن |
أو من عجوز تحتظي |
|
والظهر منها منحني (٢) |
أو من مليح مسعد |
|
موافق في الزمن |
مهما تبدّى خدّه |
|
يبدو لك الورد الجني |
والغصن في أثوابه |
|
إذا تمشّى ينثني |
لا أمّ لي لا أمّ لي |
|
إن لم أبرّد شجني |
وأخلعنّ في المجو |
|
ن والتصابي رسني |
وأجعل الصبر على |
|
هجر الملاح ديدني (٣) |
__________________
(١) ديوان ابن خفاجة ص ٣٦٥.
(٢) في ه : «عجوز تختطي».
(٣) ديدني : عادتي ودأبي.