هو الأحلى لديّ وإن حماني |
|
عن العسل اجتماع للذّباب |
وسار (١) إلى المحبوب ، وكان كثير الاجتماع به في جنّة لوالده على وادي العسل ، فقال(٢) : [مجزوء الرجز]
جنّة وادي العسل |
|
كم لي بها من أمل |
لو لم يكن ذبابها |
|
يمنع ذوق العسل |
قال ابن سعيد : ولمّا التقينا بتونس بعد إيابي من المشرق ، وقد ولج ظلام الشّعر (٣) على وجهه المشرق ، قلت لأبي الحجاج مشيرا إلى محبوبه ، وقد غطى هواه عنده على عيوبه : [السريع]
خلّ أبا الحجّاج هذا الذي |
|
قد كنت فيه دائم الوجد |
وانظر إلى لحيته واعتبر |
|
ممّا جنى الشّعر على الخدّ |
والله سبحانه يسمح للجميع ، في هذا الهزل الشنيع ، ويصفح عنّا في ذكره ، إنه مجيب سميع.
وقال صاحب «البدائع» (٤) ركب الأستاذ أبو محمد بن صارة مع أصحاب له في نهر إشبيلية في عشية سال أصيلها على لجين الماء عقيانا ، وطارت زواريقها في سماء النهر عقبانا ، وأبدى نسيمها من الأمواج والدارات سررا وأعكانا ، في زورق يجول جولان الطّرف ، ويسودّ اسوداد الطّرف ، فقال بديها : [الوافر]
تأمّل حالنا والجوّ طلق |
|
محيّاه وقد طفل المساء (٥) |
وقد جالت بنا عذراء حبلى |
|
تجاذب مرطها ريح رخاء |
بنهر كالسّجنجل كوثريّ |
|
تعبّس وجهها فيه السماء (٦) |
واتفق أن وقف أبو إسحاق بن خفاجة على القطعة واستظرفها واستلطفها ، فقال يعارضها على وزنها ورويها وطريقتها : [الوافر]
__________________
(١) في القدح : «أشار» وبه يستقيم المعنى أكثر مما ورد في النفح.
(٢) في ب : «وقال».
(٣) في ه : «ورد كلام الشعر». في القدح : «دلج ظلام الشعر».
(٤) انظر البدائع ج ٢ ص ١٤٢.
(٥) طفلت الشمس : مالت للغروب واحمرت.
(٦) السجنجل : المرآة.