ولمّا أفرط أبو بكر يحيى اليكي (١) في هجاء أهل فاس تعسّفوا عليه (٢) ، وساعدهم واليهم مظفر الخصي من قبل أمير المسلمين علي بن يوسف ، والقائد عبد الله بن خيار الجياني ، وكان يتولّى أمورا سلطانية بها ، فقدّموا رجلا ادّعى عليه بدين ، وشهد عليه به رجل فقيه يعرف بالزناتي ، ورجل آخر يكنى بأبي الحسين من مشايخ البلد ، فأثبت الحقّ عليه ، وأمر به إلى السجن ، فرفع إليه ، وسيق سوقا عنيفا ، فلمّا وصل إلى بابه طلب ورقة من كاتبه ، وكتب فيها ، وأنفذها إلى مظفر مع العون الذي أوصله إلى السجن ، فكان ما كتب : [الكامل]
ارشوا الزناتيّ الفقيه ببيضة |
|
يشهد بأنّ مظفرا ذو بيضتين |
واهدوا إليه دجاجة يحلف لكم |
|
ما ناك عبد الله عرس أبي الحسين |
وقال أبو الحسن (٣) علي بن عتيق بن مؤمن القرطبي الأنصاري : عمل والدي محملا للكتب من قضبان تشبه سلّما ، فدخل عليه أبو محمد عبد الله بن مفيد ، فرآه ، فقال ارتجالأ :[الخفيف]
أيها السّيّد الذكيّ الجنان |
|
لا تقسني بسلّم البنيان |
فضل شكلي على السلالم أني |
|
محمل للعلوم والقرآن |
حزت من حلية المحبين ضعفي |
|
واصفراري ورقّة الأبدان |
فادع للصانع المجيد بفوز |
|
ثم وال الدعاء للإخوان |
ثم عمل أيضا : [الخفيف]
أيها السّيّد الكريم المساعي |
|
التفت صنعتي وحسن ابتداعي |
أنا للنّسخ محمل خفّ حملي |
|
أنا في الشكل سلّم الاطلاع |
وقال أحمد بن رضى المالقي : [البسيط]
ليس المدامة ممّا أستريح له |
|
ولا مجاوبة الأوتار والنّغم |
وإنّما لذّتي كتب أطالعها |
|
وخادمي أبدا في نصرتي قلمي |
وقال أبو القاسم البلوي الإشبيلي : [الوافر]
__________________
(١) في نسخ النفح : «أبو يحيى اليكي» والتصويب من البدائع ج ٢ ص ١٥٧. ومن زاد المسافر وفي زاد المسافر بعض أهاجيه.
(٢) في ه : «تعصبوا عليه».
(٣) في نسخة عند ج : «أبو الحسين».