فسر ذا راية خفقت بنصر |
|
وعد في جحفل بهج الجمال |
إلى حمص فأنت بها حليّ |
|
تغاير فيه ربّات الحجال (١) |
وقال الحجاري في «المسهب» : كتبت إلى القاضي أبي عبد الله محمد اللوشي أستدعي منه شعره لأكتبه في كتابي ، فتوقّف عن ذلك وانقبض عني ، فكتبت إليه : [البسيط]
يا مانعا شعره عن سمع ذي أدب |
|
نائي المحلّ بعيد الشخص مغترب |
يسير عنك به في كلّ متّجه |
|
كما يمرّ نسيم الريح بالعذب |
إنّي وحقّك أهل أن أفوز به |
|
واسأل فديتك عن ذاتي وعن أدبي |
فكان جوابه : [البسيط]
يا طالبا شعر من لم يسم في الأدب |
|
ما ذا تريد بنظم غير منتخب |
إني وحقّك لم أبخل به صلفا |
|
ومن يضنّ على جيد بمخشلب |
لكنني صنت قدري عن روايته |
|
فمثله قلّ عن سام إلى الرّتب (٢) |
خذه إليك كما أكرهت مضطربا |
|
محلّلا ذمّ مولاه مدى الحقب |
قال : ثم كتب لي ممّا أتحفني به من نظمه محاسن أبهى من الأقمار ، وأرقّ من نسيم الأسحار.
وقال صالح بن شريف في البحر وهو من (٣) أحسن ما قيل فيه : [البسيط]
البحر أعظم ممّا أنت تحسبه |
|
من لم ير البحر يوما ما رأى العجبا |
طام له حبب طاف على زرق |
|
مثل السماء إذا ما ملّئت شهبا |
وقال أيضا : [السريع]
ما أحسن العقل وآثاره |
|
لو لازم الإنسان إيثاره |
يصون بالعقل الفتى نفسه |
|
كما يصون الحرّ أسراره |
لا سيّما إن كان في غربة |
|
يحتاج أن يعرف مقداره |
وقال ابن برطلة : [الطويل]
__________________
(١) تغاير : تغالب في الغيرة. وربات الحجال : النساء.
(٢) في أ«لكنني صنت هذري».
(٣) في ب ، ج : «وهو أحسن ما قيل».