فقال ابن القبطرنة : [الكامل]
من أجل ذلّة ذا وعزّة هذه |
|
يبكي الغمام وتضحك الأزهار |
وتذكّرت هنا ما حكاه ابن ظافر في الكتاب المذكور أنه اجتمع مع القاضي الأعز يوما فقال له ابن ظافر : أجز : [الرجز]
طار نسيم الروض من وكر الزّهر
فقال الأعز :
وجاء مبلول الجناح بالمطر
ويعجبني قول ابن قرناص : [الطويل]
أظنّ نسيم الروض والزهر قد روى |
|
حديثا ففاحت من شذاه المسالك |
وقال دنا فصل الربيع فكلّه |
|
ثغور لما قال النسيم ضواحك |
رجع إلى الأندلسيين ـ وما أرقّ قول ابن الزقاق (١) : [الخفيف]
ورياض من الشقائق أضحت |
|
يتهادى بها نسيم الرياح |
زرتها والغمام يجلد منها |
|
زهرات تفوق لون الراح |
قلت ما ذنبها؟ فقال مجيبا |
|
سرقت حمرة الخدود الملاح |
وقال أبو إسحاق بن خفاجة (٢) : [الطويل]
تعلّقته نشوان من خمر ريقه |
|
له رشفها دوني ولي دونه السّكر |
ترقرق ماء مقلتاي ووجهه |
|
ويذكي على قلبي ووجنته الجمر |
أرقّ نسيبي فيه رقّة حسنه |
|
فلم أدر أيّ قبلها منهما السّحر (٣) |
وطبنا معا شعرا وثغرا كأنما |
|
له منطقي ثغر ولي ثغره شعر |
وقال أبو الصّلت أمية بن عبد العزيز : [الطويل]
وقائلة : ما بال مثلك خاملا |
|
أأنت ضعيف الرأي أم أنت عاجز |
فقلت لها : ذنبي إلى القوم أنني |
|
لما لم يحوزوه من المجد حائز |
__________________
(١) ديوان ابن الزقاق ص ١٢٥.
(٢) ديوان ابن خفاجة ص ٣٥٣.
(٣) في ه : «أرق نسيبي فيه رقة نفسه».