وابعثوا أشباحكم لي في الكرى |
|
إن أذنتم لجفوني أن تناما |
وخرج بعض علماء الأندلس من قرطبة إلى طليطلة ، فاجتار بحريز بن عكاشة ، الشجاع المشهور الذي ذكرنا في هذا الباب ما يدلّ على شجاعته وقوّته وأيده ، بقلعة رباح ، فنزل بخارجها في بعض جنباتها ، وكتب إليه : [مجزوء الرمل]
يا فريدا دون ثان |
|
وهلالا في العيان |
عدم الراح فصارت |
|
مثل دهن البيلسان (١) |
فبعث إليه بها ، وكتب معها : [مجزوء الرمل]
جاء من شعرك روض |
|
جاده صوب اللسان |
فبعثناها سلافا |
|
كسجاياك الحسان |
وقال الوزير أبو عامر بن شهيد يتغزّل (٢) : [الرمل]
أصباح شيم أم برق بدا |
|
أم سنا المحبوب أورى أزندا (٣) |
هبّ من مرقده منكسرا |
|
مسبلا للكمّ مرخ للرّدا (٤) |
يمسح النّعسة من عيني رشا |
|
صائد في كلّ يوم أسدا |
أوردته لطفا آياته |
|
صفوة العيش وأرعته ددا (٥) |
فهو من دلّ عراه زبدة |
|
من مريج لم تخالط زبدا |
قلت هب لي يا حبيبي قبلة |
|
تشف من عمّك تبريح الصّدى |
فانثنى يهتزّ من منكبه |
|
مائلا لطفا وأعطاني اليدا |
كلّما كلّمني قبّلته |
|
فهو إمّا قال قولا ردّدا |
كاد أن يرجع من لثمي له |
|
وارتشاف الثغر منه أدردا (٦) |
وإذا استنجزت يوما وعده |
|
أمطل الوعد وقال اصبر غدا |
__________________
(١) في ب ، ه : «مثل دهن البلّسان».
(٢) انظر ديوان ابن شهيد ص ٤٩.
(٣) في ب : «أورى زندا» وفي ه : «وسنا المحبوب أورى زندا».
(٤) الرّدا : أصله الرداء ، حذفت الهمزة لضرورة القافية.
(٥) الدد : اللهو واللعب. وفي ج : «صفوة للعيش أرعته ددا».
(٦) في أ : «أزردا» وفي ه : «إذا ردا». والتصويب من ب.