وأول من اشتهر في الأندلس بعلم الأوائل والحساب والنجوم أبو عبيدة مسلم بن أحمد المعروف بصاحب القبلة ؛ لأنه كان يشرّق في صلاته ، وكان عالما بحركات الكواكب وأحكامها ، وكان صاحب فقه وحديث ، دخل المشرق ، وسمع بمكّة من علي بن عبد العزيز ، وبمصر من المزني وغيره.
ومنهم يحيى بن يحيى المعروف بابن السمينة ، من أهل قرطبة ، وكان بصيرا بالحساب والنجوم والنحو واللغة والعروض ومعاني الشعر والفقه والحديث والأخبار والجدل ، ودخل إلى المشرق ، وقيل : إنه كان معتزلي المذهب.
وأبو القاسم أصبغ بن السمح ، وكان بارعا في علم النجوم (١) والهندسة ، وله تآليف منها كتاب «المدخل إلى الهندسة في تفسير أقليدس» ، وكتاب كبير في الهندسة ، وكتابان في الأسطرلاب ، وزيج على مذاهب الهند المعروف بالسند هند.
وأبو القاسم بن الصفار ، وكان عالما بالهندسة والعدد والنجوم ، وله زيج مختصر على مذاهب السند هند ، وله كتاب في عمل الأسطرلاب.
ومنهم أبو الحسن الزهراوي ، وكان عالما بالعدد وبالطب (٢) والهندسة ، وله كتاب شريف في المعاملات على طريق البرهان.
ومنهم أبو الحكم عمر الكرماني ، من أهل قرطبة ، من الراسخين في علم العدد والهندسة ، ودخل المشرق ، واشتغل بحرّان ، وهو أوّل من دخل برسائل إخوان الصفا إلى الأندلس.
ومنهم أبو مسلم بن خلدون من أشراف إشبيلية ، وكان متصرّفا في علوم الفلسفة والهندسة والنجوم والطب ، وتلميذه ابن برغوث ، وكان عالما بالعلوم الرياضية ، وتلميذه أبو الحسن مختار الرعيني ، وكان بصيرا بالهندسة والنجوم ، وعبد الله بن أحمد السرقسطي ، كان ناقدا (٣) في علم الهندسة والعدد والنجوم ، ومحمد بن الليث ، كان بارعا في العدد والهندسة وحركات الكواكب ، وابن حيّ ، قرطبي بصير بالهندسة والنجوم ، وخرج عن الأندلس سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ، ولحق بمصر ، ودخل اليمن ، واتّصل بأميرها الصّليحي القائم
__________________
(١) في ه : «بارعا في علم النحو والهندسة ـ الخ» وما أثبتناه موافق ل : أ، ب ، ج.
(٢) في ب : «والطب».
(٣) في ب ، ه : «كان نافذا في علم الهندسة».