لم يبق للجور في أيامهم أثر |
|
غير الذي في عيون الغيد من حور (١) |
وأوّل هذه القصيدة قوله :
قامت تجرّ ذيول العصب والحبر |
|
ضعيفة الخصر والميثاق والنظر (٢) |
وكان قد قصر أمداحه على المعتصم ، وكان يفد عليه في الأعياد وأوقات الفرج والفتوحات ، فوفد عليه مرّة يشكو عاملا ناقشه في قرية يحرث فيها ، وأنشده الرائية التي مرّ مطلعها إلى أن بلغ قوله :
لم يبق للجور
البيت.
فقال له : كم في القرية التي تحرث فيها؟ فقال : فيها نحو خمسين بيتا ، فقال له : أنا أسوّغك جميعها لهذا البيت الواحد ، ثم وقّع له بها ، وعزل عنها نظر كلّ وال.
وله ابن فيلسوف شاعر مثله ، وهو أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل (٣) المذكور ، وهو القائل : [الخفيف]
وكريم أجارني من زمان |
|
لم يكن من خطوبه لي بدّ (٤) |
منشد كلّما أقول تناهى |
|
ما لمن يبتغي المكارم حدّ |
وابن أخت غانم هو العالم اللغوي أبو عبد الله محمد بن معمر (٥) ؛ من أعيان مالقة ، متفنّن في علوم شتّى ، إلّا أنّ الغالب عليه علم اللغة ، وكان قد رحل من مالقة إلى المرية ، فحلّ عند ملكها المعتصم بن صمادح بالمكانة العلية ، وهو القائل في ابن شرف الطمذكور : [الكامل]
قولوا لشاعر برجة هل جاء من |
|
أرض العراق فحاز طبع البحتري |
__________________
(١) في ب : «إلّا الذي في عيون ..».
(٢) العصب : نوع من الثياب المخططة. والحبر : نوع من الثياب القطنية أو الكتانية المخططة اشتهرت باليمن.
(٣) انظر ترجمته في المغرب ج ٢ ص ٢٣٢.
(٤) أجارني : حماني.
(٥) انظر ترجمته في المغرب ج ١ ص ٤٣٣. وبغية الوعاة في طبقات النحاة ، وهو من علماء مالقة من أهل المائة السادسة ، متفنن في علوم شتى إلا أن الأغلب عليه علم اللغة وفيه أكثر تآليفه. (انظر بغية الوعاة ج ١ ص ٢٤٧).