وافى بأشعار تضجّ بكفّه |
|
وتقول : هل أعزى لمن لم يشعر |
يا جعفرا ، ردّ القريض لأهله |
|
واترك مباراة لتلك الأبحر (١) |
لا تزعمن ما لم تكن أهلا له |
|
هذا الرّضاب لغير فيك الأبخر |
وذكره ابن اليسع في معربه وقال : إنه حدثه بداره في مالقة وهو ابن مائة سنة ، وأخذ عنه عام أربعة وعشرين وخمسمائة ، وله تآليف منها «شرح كتاب النبات» لأبي حنيفة الدّينوري ، في ستين مجلّدا ، وغير ذلك.
وغانم خاله الذي يعرف به هو الإمام العالم غانم المخزومي ، نسب إليه لشهرة ذكره ، وعلوّ قدره.
ولمّا قرأ العالم الشهير أبو محمد بن عبدون في أول شبابه على أبي الوليد بن ضابط النحوي المالقي ، جرى بين يديه ذكر الشعر ، وكان قد ضجر منه ، فقال : [المجتث]
الشعر خطّة خسف
فقال ابن عبدون معرّضا به حين كان مستجديا بالشعر (٢) ، وكان إذ ذاك شيخا : [المجثت]
لكلّ طالب عرف
للشيخ عيبة عيب |
|
وللفتى ظرف ظرف |
وابن ضابط هو القائل في المظفر بن الأفطس (٣) : [الطويل]
نظمنا لك الشعر البديع لأننا |
|
علمنا بأنّ الشعر عندك ينفق |
فإن كنت منّي بامتداح مظفّرا |
|
فإني في قصدي إليك موفّق |
ودخل غانم المخزومي السابق ذكره ، وهو من رجال الذخيرة ، على الملك بن حبّوس صاحب غرناطة ، فوسّع له على ضيق كان في المجلس ، فقال : [البسيط]
صيّر فؤادك للمحبوب منزلة |
|
سمّ الخياط مجال للمحبّين |
ولا تسامح بغيضا في معاشرة |
|
فقلّما تسع الدنيا بغيضين |
وهو القائل : [الطويل]
__________________
(١) القريض : الشعر.
(٢) في ب : «مستجديا بالنظم».
(٣) انظر التكملة ص ٤٠٧.