قد اشتكى الخلخال منها إلى |
|
سوارها فاشتبها في المقال (١) |
وأجريا ذكر الوشاح الذي |
|
لمّا يزل من خصرها في مجال |
فقال : لم أرض بما نلته |
|
وليتني مثلكما لا أزال |
أغصّ بالخصر وأعيا به |
|
كغصّ ظمآن بماء زلال |
وإنما الدهر بغير الرّضا |
|
يقضي فكلّ غير راض بحال |
وهو القائل : [مجزوء الخفيف]
سل بحمّامنا الذي |
|
كلّ عن شكره فمي (٢) |
كم أراني بقربه |
|
جنّة في جهنّم |
وكان يحضر حلقة الإمام السّهيلي وضيء الوجه من تلامذته ، فانقطع لعارض ، فخرج السهيلي مارّا في الطريق الذي جرت عادته بالمشي فيه ، فوجد قناة تصلح ، فمنعته من المرور ، فرجع وسلك طريقا آخر ، فمرّ على دار تلميذه الوضيء ، فقال له بعض أصحابه ممازحا بعبوره على منزله ، فقال : نعم ، وأنشد ارتجالا : [المتقارب]
جعلت طريقي على بابه |
|
ومالي على بابه من طريق |
وعاديت من أجله جيرتي |
|
وآخيت من لم يكن لي صديق |
فإن كان قتلي حلالا لكم |
|
فسيروا بروحي سيرا رفيق |
وأبو القاسم السّهيلي مشهور ، عرّف به ابن خلكان وغيره ، ويكنى أيضا بأبي زيد ، وهو صاحب كتاب «الروض الأنف» وغيره.
واجتاز على سهيل وقد خربه العدوّ لمّا أغار عليه وقتلوا أهله وأقاربه ، وكان غائبا عنهم ، فاستأجر من أركبه دابّة ، وأتى به إليه ، فوقف بإزائه ، وأنشد (٣) : [الكامل]
يا دار ، أين البيض والآرام؟ |
|
أم أين جيران عليّ كرام |
راب المحبّ من المنازل أنه |
|
حيّا فلم يرجع إليه سلام (٤) |
__________________
(١) في ه : «الخلخال منها إلى سرارها».
(٢) لكلّ : عجز ، وأراد أنه فوق قدرة الواصفين على وصفه.
(٣) انظر المغرب ج ١ ص ٣٧٠.
(٤) رابه : أوقعه في الشك.