فقلت إن قمت كلّ حين |
|
فإنّ حظّي بكم عظيم |
وليس عندي إذن ندامى |
|
بل عندي المقعد المقيم |
وقال الحسيب أبو جعفر بن عائش (١) : [السريع]
ولي أخ أورده سلسلا |
|
لكنه يوردني مالحا |
ألقاه كي أبسطه ضاحكا |
|
ويلتقيني أبدا كالحا |
وليس ينفكّ عنائي به |
|
ما رمت من فاسده صالحا |
قال الحجاري : وكتب إلى جدي إبراهيم في يوم صحو بعد مطر : [السريع]
إذا رأيت الجوّ يصحو فلا |
|
تصح ، سقاك الله من سكر |
تعال فانظر لدموع الندى |
|
ما فعلت في مبسم الزهر |
ولا تقل إنك في شاغل |
|
فليس هذا آخر الدهر |
تخلف ما فات سوى ساعة |
|
تقتضى فيها لذة الخمر |
فأجابه : [السريع]
لبّيك لبّيك ولو أنني |
|
أسعى على الرأس إلى مصر |
فكيف والدار جواري وما |
|
عندي من شغل ولا عذر |
ولو غدا لي ألف شغل بلا |
|
عذر تركت الكلّ للحشر |
وكلّما أبصرني ناظر |
|
ببابكم عظّم من قدري |
أنا الذي يشربها دائما |
|
ما حضرت في الصّحو والقطر |
وليس نقلي أبدا بعدها |
|
إلّا الذي تعهد من شكري |
[قال الحجاري : ولم يقصّر جدي في جوابه ، ولكن ابن عائش أشعر منه في ابتدائه ، ولو لم يكن له إلّا قوله «تعال فانظر ـ إلخ» لكفاه] ، قال : وفيه يقول جدي [إبراهيم](٢) يمدحه: [الطويل]
ولو كان ثان في الندى لابن عائش |
|
لما كان في شرق وغرب أخو فقر |
يهشّ إلى الأمداح كالغصن للصّبا |
|
وبشر محيّاه ينوب عن الزهر (٣) |
__________________
(١) انظر المغرب ج ٢ ص ٢٧.
(٢) ما بين المعقوفين ساقط من ج.
(٣) يهشّ : يبتسم ويرتاح وينشرح صدره.