وقال أبو مروان عبد الملك بن (١) غصن : [الوافر]
فديتك لا تخف مني سلوّا |
|
إذا ما غيّر الشّعر الصّغارا |
أهيم بدنّ خمر صار خلّا |
|
وأهوى لحية كانت عذارا (٢) |
وقال : [مخلع البسيط]
قد ألحف الغيم بانسكابه |
|
والتحف الجوّ في سحابه |
قام داعي السرور يدعو |
|
حيّ على الدّنّ وانتهابه |
وتاه فيه النديم ممّا |
|
يزدحم الناس عند بابه |
وكان أحد الأعلام في الآداب والتاريخ والتأليف.
ونقم عليه المأمون بن ذي النون بسبب صحبته لرئيس (٣) بلده ابن عبيدة (٤) ، وبلغه أنه يقع فيه ، فنكبه أشرّ نكبة ، وحبسه ، فكتب إليه من السجن : [الطويل]
فديتك هل لي منك رحمى لعلّني |
|
أفارق قبرا في الحياة فأنشر |
وليس عقاب المذنبين بمنكر |
|
ولكن دوام السخط والعتب منكر (٥) |
ومن عجب قول العداة مثقّل |
|
ومثلي في إلحاحه الدّهر يعذر |
وألّف للمأمون رسالة «السجن والمسجون ، والحزن والمحزون» ورسالة أخرى سمّاها «بالعشر كلمات» ، وقال : [مخلع البسيط]
يا فتية خيرة فدتهم |
|
من حادثات الزمان نفسي |
شربهم الخمر في بكور |
|
ونطقهم عندها بهمس |
أما ترون الشتاء يلقي |
|
في الأرض بسطا من الدّمقس |
مقطّب عابس ينادي |
|
يوم سرور ويوم أنس |
وأخبر عنه (٦) الحميدي في الجذوة أنه شاعر أديب ، دخل المشرق ، وتأدّب ، وحجّ ، ورجع ، وشعره كثير. وله أبيات كتبها في طريق الحجّ إلى أحد القضاة : [الكامل]
يا قاضيا عدلا كأنّ أمامه |
|
ملك يريه واضح المنهاج |
__________________
(١) انظر المغرب ج ٢ ص ٣٣.
(٢) الدنّ : وعاء الخمر الضخم.
(٣) في ه : «لرائس بلده».
(٤) في ج : «أبي عبيدة».
(٥) في أ، ب ، ه «دوام السخط والعتب ينكر».
(٦) في ب ، ه : «وقال عنه».