ثلاثة فتيان يؤلّف بينهم |
|
نديّ كريم لا أرى الله بينهم |
تشابه خلق منهم وخليقة |
|
فإن قلت أين الحسن فانظره أين هم |
وزيّنهم أستاذهم إذ غدا لهم |
|
معلّم آيات فتمم زينهم |
فإن خفت من عين ففي الكلّ فلتقل |
|
وقى الله ربّ الناس للكلّ عينهم |
وقال الشريشي (١) : حدّثنا شيخنا أبو الحسين بن زرقون ، عن أبيه أبي عبد الله ، أنه قعد مع صهره أبي الحسن عبد الملك بن عيّاش الكاتب على بحر المجاز ، وهو مضطرب الأمواج ، فقال له أبو الحسن : أجز : [الوافر]
وملتطم الغوارب موّجته |
|
بوارح في مناكبها غيوم |
فقال أبو عبد الله : [الوافر]
تمنّع لا يعوم به سفين |
|
ولو جذبت به الزّهر النجوم |
وكان لابن عبد ربه فتى يهواه ، فأعلمه أنه يسافر غدا ، فلمّا أصبح عاقه المطر عن السفر ، فانجلى عن ابن عبد ربه همّه ، وكتب إليه (٢) : [البسيط]
هلّا ابتكرت لبين أنت مبتكر |
|
هيهات يأبى عليك الله والقدر |
ما زلت أبكي حذار البين ملتهبا |
|
حتى رثى لي فيك الريح والمطر |
يا برده من حيا مزن على كبد |
|
نيرانها بغليل الشوق تستعر |
آليت أن لا أرى شمسا ولا قمرا |
|
حتى أراك فأنت الشمس والقمر (٣) |
وقال ابن عبد ربه : [البسيط]
صل من هويت وإن أبدى معاتبة |
|
فأطيب العيش وصل بين إلفين |
واقطع حبائل خدن لا تلائمه |
|
فقلّما تسع الدنيا بغيضين (٤) |
وقال أبو محمد غانم بن الوليد المالقي : [البسيط]
صيّر فؤادك للمحبوب منزلة |
|
سمّ الخياط مجال للمحبّين |
ولا تسامح بغيضا في معاشرة |
|
فقلّما تسع الدنيا بغيضين |
وكان المتوكل صاحب بطليوس ينتظر وفود أخيه عليه من شنترين يوم الجمعة ، فأتاه يوم السبت ، فلمّا لقيه عانقه وأنشده : [الوافر]
__________________
(١) انظر الشريشي ج ١ ص ٣٦٥.
(٢) انظر المطمح ص ٥١.
(٣) آليت : أقسمت.
(٤) الخدن : الصديق.