غصن ذوى وهلال |
|
جار الكسوف عليه |
وقال الفقيه العالم أبو أيوب سليمان بن محمد بن بطال البطليوسي عالمها في المذهب المالكي ، وقد تحاكم إليه وسيمان أشقر وأكحل فيمن يفضل بينهما : [البسيط]
وشادنين ألمّا بي على مقة |
|
تنازعا الحسن في غايات مستبق |
كأنّ لمّة ذا من نرجس خلقت |
|
على بهار وذا مسك على ورق |
وحكّما الصّبّ في التفضيل بينهما |
|
ولم يخافا عليه رشوة الحدق |
فقام يبدي هلال الدّجن حجّته |
|
مبيّنا بلسان منه منطلق |
فقال وجهي بدر يستضاء به |
|
ولون شعري مقطوع من الغسق (١) |
وكحل عينيّ سحر للنّهى وكذا |
|
ك الحسن أحسن ما يعزى إلى الحدق |
وقال صاحبه أحسنت وصفك ل |
|
كن فاستمع لمقال فيّ متّفق |
أنا على أفقي شمس النهار ولم |
|
تغرب وشقرة شعري شقرة الشّفق |
وفضل ما عيب في العينين من زرق |
|
أنّ الأسنّة قد تعزى إلى الزّرق |
قضيت للّمّة الشقراء حيث حكت |
|
نورا كذا حبّها يقضي على رمقي |
فقام ذو اللّمّة السوداء يرشقني |
|
سهام أجفانه من شدّة الحنق |
وقال جرت فقلت الجور منك على |
|
قلبي ولي شاهد من دمعي الغدق |
وقلت عفوك إذ أصبحت بينهما |
|
فقال دونك هذا الحبل فاختنق |
وكان فيه ظرف وأدب ، وعنوان طبقته هذه الأبيات.
وقال : [الطويل]
وغاب من الأكواس فيها ضراغم |
|
من الراح ألباب الرجال فريسها |
قرعت بها سنّ الحلوم فأقطعت |
|
وقد كاد يسطو بالفؤاد رسيسها |
وله رحمه الله تعالى «شرح البخاري» وأكثر ابن حجر من النقل عنه في «فتح الباري» وله كتاب «الأحكام» وغير ذلك ، وترجمته شهيرة.
__________________
(١) الغسق : ظلمة آخر الليل.