فعسى تشرفنا ببهجة سيّد |
|
ألقى على ليل الخطوب نهاره |
تتمتّع الآداب من نفحاته |
|
فيشمّ منها ورده وبهاره |
يا سيّدا بهر البرية سؤددا |
|
أبدى إلينا سرّه وجهاره |
يوم أظلّ الغيم وجه ضيائه |
|
فعليك يا شمس العلا إظهاره |
وقال أبو القاسم بن الأبرش (١) : [الوافر]
أدر كاس المدام فقد تغنّى |
|
بفرع الأيك طائره الصّدوح (٢) |
وهبّ على الرياض نسيم صبح |
|
يمرّ كما دنا سار طليح (٣) |
ومال النهر يشكو من حصاه |
|
جراحات كما أنّ الجريح |
وقال : [المتقارب]
حلفت ويشهد دمعي بما |
|
أقاسيه من هجرك الزّائد |
فإن كنت تجحد ما أدّعي |
|
وحاشاك تعرف بالجاحد |
فإنّ النبيّ عليه السّلام |
|
قضى باليمين مع الشاهد |
وقال أبو الحسن علي بن بسّام الشنتريني صاحب الذخيرة ، وشهرته تغني عن ذكره ، ونظمه دون نثره ، يخاطب أبا بكر بن عبد العزيز : [المتقارب]
أبا بكر المجتبى للأدب |
|
رفيع العماد قريع الحسب |
أيلحن فيك الزمان الخؤون |
|
ويعرب عنك لسان العرب |
وإن لم يكن أفقنا واحدا |
|
فينظمنا شمل هذا الأدب |
وقد ذكرنا له في غير هذا المحلّ قوله : [الوافر]
ألا بادر فلا ثان سوى ما |
|
عهدت الكأس والبدر التمام |
الأبيات.
وتأخّرت وفاته إلى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ، وهو منسوب إلى «شنترين» من الكور الغربية البحرية من أعمال بطليوس.
__________________
(١) أبو القاسم الأبرش : هو أبو القاسم بن فرتون الأبرش النحوي توفي سنة ٥٣٢. انظر بغية الوعاة ٢٤٣ وبغية الملتمس ٧٢٢.
(٢) الأيك : الشجر الكثير الملتف. والصدوح : الطائر المغنّي.
(٣) الساري : الماشي ليلا. والطليح : المتعب.