وقال أبو عمر يوسف بن كوثر : [الطويل]
مررت به يوما يغازل مثله |
|
وهذا على ذا بالملاحة يمتنّ |
فقلت اجمعا في الوصل رأيكما فما |
|
لمثلكما كان التغزّل والمجن |
عسى الصّبّ يقضي الله بينكما له |
|
بخير فقالا لي اشتهى العسل السّمن |
وقال أبو محمد بن سارة : [الطويل]
أعندك أنّ البدر بات ضجيعي |
|
فقضّيت أوطاري بغير شفيع |
جعلت ابنة العنقود بيني وبينه |
|
فكانت لنا أمّا وكان رضيعي (١) |
وقال : [الوافر]
أيا من حارت الأفكار فيه |
|
فلم تعلم له الأقدار كنها (٢) |
بجيد النيل (٣) منّا عقد أنس |
|
أقام بغير واسطة فكنها (٤) |
وقال أبو الحسن بن منذر الأشبوني : [الطويل]
فديتك إني عن جنابك راحل |
|
فهل لي يوما من لقائك زاد |
وحسبك والأيام خون غوادر |
|
فراق كما شاء العدا وبعاد |
وقال خلف بن هارون القطيني : [البسيط]
من أنبت الورد في خدّيك يا قمر |
|
ومن حمى قطفه إذ ليس مصطبر |
الزهر في الروض مقرون بأزمنة |
|
وروض خدّك موصول به الزّهر |
وكان لابن الحاج صاحب قرطبة ثلاثة أولاد من أجمل الناس ؛ حسّون وعزّون ورحمون ، فأولع بهنّ الإمام أبو محمد بن السّيد النحوي ، وقال فيهم : [البسيط]
أخفيت سقمي حتّى كاد يخفيني |
|
وهمت في حبّ عزّون فعزّوني |
ثم ارحموني برحمون فإن ظمئت |
|
نفسي إلى ريق حسّون فحسّوني |
ثم خاف على نفسه فخرج من قرطبة ، هكذا رأيته بخطّ بعض المؤرخين انتهى ، والله أعلم.
__________________
(١) ابنة العنقود : الخمرة.
(٢) في ب ، ه : «أبا من حارت الأوهام فيه» وكنه الشيء : حقيقته.
(٣) في ب : «بجيد النبل».
(٤) فكنها : الفاء : حرف. كن فعل أمر ناقص. وها : خبر كن. أي فكن واسطة العقد.