وقال ابن خفاجة يداعب من بقل عذاره (١) : [مجزوء الرمل]
أيها التائه مهلا |
|
ساءني أن تهت جهلا |
هل ترى فيما ترى |
|
إلّا شبابا قد تولّى |
وغراما قد تسرّى |
|
وفؤادا قد تسلّى |
أين دمع فيك يجري |
|
أين جنب يتقلّى |
أين نفس بك تهذي |
|
وضلوع فيك تصلى |
أيّ باك كان لو لا |
|
عارض وافى فولّى |
وتخلّى عنك إلّا |
|
أسفا لا يتخلّى |
وانطوى الحسن فهلّا |
|
أجمل الحسن وهلّا |
أمّا بعد ، أيها النبيل النبيه ، فإنه لا يجتمع العذار والتيه ، قد كان ذلك وغصن تلك الشبيبة رطب ، ومنهل ذلك المقبّل عذب ، وأما والعذار قد بقل ، والزمان قد انتقل ، والصّبّ قد صحا فعقل ، فقد ركدت رياح الأشواق ، ورقدت عيون العشّاق ، فدع عنك من نظرة التجنّي (٢) ، ومشية التثنّي ، وغضّ من عنانك ، وخذ في تراضي (٣) إخوانك ، وهشّ عند اللقاء هشّة أريحيّة ، واقنع بالإيماء رجع تحيّة ، فكأني بفنائك مهجورا ، وبزائرك مأجورا ، والسلام.
وقال الرصافي لمّا بعث إليه من يهواه سكينا (٤) : [الطويل]
تفاءلت بالسكين لمّا بعثته |
|
لقد صدقت مني العيافة والزّجر |
فكان من السكين سكناك في الحشا |
|
وكان من القطع القطيعة والهجر |
وحضر الفقيه أبو بكر بن حبيش ليلة مع بعض الجلّة وطفىء السراج ، فقال ارتجالأ :[البسيط]
أذك السراج يرينا غرّة سفرت |
|
فباتت الشمس تستحيي وتستتر |
أو خلّه فكفانا وجه سيدنا |
|
لا يطلب النجم من في بيته قمر (٥) |
__________________
(١) انظر ديوان ابن خفاجة ١٢٩. وبقل عذار الغلام : نبت شطر لحيته.
(٢) في ه : «التحنّي».
(٣) في ب ، ه : «في ترضي إخوانك».
(٤) انظر ديوان الرصافي ٩٩.
(٥) في ب : «القمر».