وله : [البسيط]
لمّا تبدّت وشمس الأفق بادية |
|
أبصرت شمسين من قرب ومن بعد |
من عادة الشمس تعشي عين ناظرها |
|
وهذه نورها يشفي من الرّمد (١) |
وقال مالك بن وهيب : [الطويل]
أراميتي بالسحر من لحظاتها |
|
نعيذك كيف الرمي من دون أسهم |
ألا فاعلمي أن قد أصبت ، فواصلي |
|
سهامك أو كفّي فلست بمسلم (٢) |
فإنسان عين الدهر أصميت فاحذري |
|
مطالبة بالقلب واليد والفم |
أما هو في غيل غدا غابه القنا |
|
تحفّ به آساد كلّ ملثّم |
ولو أنّ لي ركنا شديدا بنجدة |
|
أويت له من بأس لحظك فارحمي (٣) |
وهو إشبيلي ، كان من أهل الفلسفة كما في «المسهب» ؛ قال : وهو فيلسوف المغرب ، ظاهر الزهد والورع ، استدعاه من إشبيلية أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين إلى حضرة مرّاكش ، وصيّره جليسه وأنيسه ، وفيه يقول بعض أعدائه : [الخفيف]
دولة لابن تاشفين عليّ |
|
طهّرت بالكمال من كلّ عيب |
غير أنّ الشيطان دسّ إليها |
|
من خباياه مالك بن وهيب (٤) |
وأمره علي بمناظرة محمد بن تومرت الملقب بالمهدي الذي أنشأ دولة بني عبد المؤمن.
وقال أبو الصلت أمية بن عبد العزيز المذكور في غير هذا الموضع من هذا الكتاب يستدعي بعض إخوانه : [مجزوء الرمل]
بمعاليك وجدّك |
|
جد بلقياك لعبدك |
حضر الكلّ ولكن |
|
لم يطب شيء لفقدك |
__________________
(١) تعشي عينه : تجعلها عشواء. والأعشى : من ساء بصره بالليل والنهار.
(٢) فواصلي سهامك : تابعيها متواصلة.
(٣) في ب : «ولو أن لي ركنا شديدا بنجوة».
(٤) في ه : «من جناياه مالك بن وهيب».