وقال : [السريع]
أصبحت صبّا دنفا مغرما |
|
أشكو جوى الحبّ وأبكي دما |
هذا وقد سلّم إذ مرّ بي |
|
فكيف لو مرّ وما سلّما |
وقال : [الوافر]
وقفنا للنّوى فهفت قلوب |
|
أضرّ بها الجوى وهمت شؤون |
يناجي بعضنا باللّحظ بعضا |
|
فتعرب عن ضمائرنا العيون (١) |
فلا والله ما حفظت عهود |
|
كما ضمنوا ولا قضيت ديون |
ولو حكم الهوى يوما بعدل |
|
لأنصف من يفي ممّن يخون |
أمرّ بداركم وأغضّ طرفي |
|
مخافة أن تظنّ بي الظنون |
ولمّا رأى عبد الرحمن بن سبلاق (٢) الحضرمي الإشبيلي في النوم أنه مرّ على قبر وقوم يشربون حوله وسط أزاهر فأمروه أن يرثي صاحب القبر ، وهو أبو نواس الحسن بن هانىء ، قال : [السريع]
جادك يا قبر انسكاب الغمام |
|
وعاد بالروح عليك السلام |
ففيك أضحى الظّرف مستودعا |
|
واستترت عنّا عيون الظلام (٣) |
وقال أبو بكر محمد بن نصر الإشبيلي : [الكامل]
وكأنما تلك الرياض عرائس |
|
ملبوسهنّ معصفر ومزعفر |
أو كالقيان لبسن موشيّ الحلى |
|
فلهنّ في وشي اللباس تبختر |
وقال أحمد بن محمد الإشبيلي : [البسيط]
أما ترى النرجس الغضّ الذكيّ بدا |
|
كأنه عاشق شابت ذوائبه |
أو المحبّ شكا لمّا أضرّ به |
|
فرط السّقام فعادته حبائبه |
وقال : [الخفيف]
ربّ نيلوفر غدا مخجل الرا |
|
ئي إليه نفاسة وغرابه (٤) |
__________________
(١) تعرب : تفصح.
(٢) في ب : «بن شبلاق».
(٣) في ه : «واستترت عنك عيون الظلام».
(٤) النيلوفر : نبات يطفو على وجه الماء.