بعد أن تلطّف هذا التلطّف ، وهو من رجال الذخيرة والمسهب ، وابنه الوزير أبو عامر من رجال القلائد.
ومن نظم أبي عامر : [المتقارب]
فتى الخيل يقتادها ذبّلا |
|
خفافا تباري القنا الذّابلا (١) |
ترى كلّ أجرد سامي التّليل |
|
وتحسبه غصنا مائلا (٢) |
وللوزير الكاتب أبي محمد بن فرسان واسمه عبد البرّ ، وهو حسنة وادي آش ، يخاطب يحيى الميورقي (٣) : [الكامل]
أنعم بتسريح عليّ فعلّه |
|
سبب الزيارة للحطيم ويثرب |
ولئن تقوّل كاشح أنّ الهوى |
|
درست معالمه وأنكر مذهبي (٤) |
فمقالتي ما إن مللت وإنما |
|
عمري أبى حمل النّجاد بمنكبي |
وعجزت عن أن أستثير كمينها |
|
وأشقّ بالصّمصام صدر الموكب (٥) |
وهذه الأبيات كتب بها إليه وقد أسنّ وملّ من الجهد معه ، يرغب في سراحه إلى الحجاز ، رحمه الله تعالى ، وتقبّل نيّته بمنّه ويمنه!
وقال حاتم بن حاتم بن سعيد العنسي (٦) وكان صاحب سيف وقلم ، وعلم وعلم : [الكامل]
يا دانيا مني وما أنا زائر |
|
لا أنت معذور ولا أنا عاذر |
ما ذا يضرّك إذ ظللت بظلمة |
|
أن لا يطالع منك بدر زاهر |
وتوفي المذكور بغرناطة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
وقال التطيلي الأعمى في أسد نحاس (٧) يقذف الماء : [مجزوء الكامل]
__________________
(١) القنا : الرماح.
(٢) التليل : العنق.
(٣) انظر المغرب ج ٢ ص ١٤٢.
(٤) في أ : «أرست معالمه وأنك مذهبي» وقد أثبتنا ما في ب ، ه ، ج وهو الأصح.
(٥) الصمصام : السيف.
(٦) انظر المغرب ج ٢ ص ١٦٨.
(٧) مرّ البيتان سابقا في الجزء الرابع وقد ورد هناك أن الأسد من رخام وليس من نحاس.