فرس مطهّم (١) ، فتمثّل فيه عبد الواحد بقول امرئ القيس : [الطويل]
بريد السّرى بالليل من خيل بربرا
ففهم الزجالي بأنه عرض بأنه من البربر ، فلم يحتمل ذلك وأراد الجواب ، فقال مدبّجا لما أراده ومعرّضا : أحسن عندي من ليل يسري بي فيه على مثل هذا يوم على الحال التي قال فيها القائل : [الطويل]
ويوم كظلّ الرمح قصّر طوله |
|
دم الزّقّ عنّا واصطفاق المزاهر (٢) |
وإنّما عرّض للإسكندراني بأنه كان يشهد مجالس الراحات في أول أمره ومعرفة الغناء ، فقلق الوزير ، وشكاه إلى الحاجب عيسى بن شهيد ، فاجتمع مع الزجالي وأخذ معه في ذلك ، فحكى له الزجالي ما جرى من الأول إلى الآخر ، وأنشد : [الطويل]
وما الحرّ إلّا من يدين بمثل ما |
|
يدان ومن يخفي القبيح وينصف |
هم شرعوا التعريض قذفا فعندما |
|
تبعناهم لاموا عليه وعنّفوا |
ومن نوادر ابنه حامد أنه غلط أمامه في قوله تعالى (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) [سورة النور ، الآية : ٢] بأن قال «فانكحوهما» فأنشده حامد : [مجزوء الرمل]
أبدع القارئ معنى |
|
لم يكن في الثّقلين (٣) |
أمر الناس جميعا |
|
بنكاح الزانيين |
وقال لبعض أصحابه حينئذ : أما سمعت ما أتى به إمامنا من تبديل الحدود؟ وتضاحكا.
وكتب الوزير أبو عبد الله بن عبد العزيز (٤) إلى المنصور صاحب بلنسية ، ويعرف بالمنصور الصغير ، قطعة أولها : [البسيط]
يا أحسن الناس آدابا وأخلاقا |
|
وأكرم الناس أغصانا وأوراقا |
ويا حيا الأرض لم نكّبت عن سنني |
|
وسقت نحوي إرعادا وإبراقا (٥) |
__________________
(١) الفرس المطهّم : المتناهي الحسن ، والكريم الحسب.
(٢) دم الزق : أراد الخمر.
(٣) الثقلان : الإنس والجن.
(٤) انظر المطمح ص ١١.
(٥) نكب عن سننه : حاد عن طريقه.