فتعال فلنغظ الحسود بوصلنا |
|
إنّ الحسود بمثل ذاك يغاظ |
وقال : [الكامل]
يا من حرمت لذاذتي بمسيره |
|
هذي النوى قد صعّرت لي خدّها (١) |
زوّد جفوني من جمالك نظرة |
|
والله يعلم إن رأيتك بعدها |
وقال في المطمح في ابن برد المذكور : إنه غذي بالأدب ، وعلا إلى أسمى الرتب ، وما من أهل بيته إلّا شاعر كاتب ، ملازم لباب السلطان مراقب (٢) ، ولم يزل في الدولة العامرية بسبق يذكر ، وحقّ لا ينكر ، وهو بديع الإحسان ، بليغ القلم واللسان ، مليح الكتابة ، فصيح الخطابة ، وله «رسالة السيف والقلم» ، وهو أوّل من قال بالفرق بينهما ، وشعره مثقف المباني ، مرهف كالحسام اليماني ، وقد أثبتّ منه ما يلهيك سماعا ، ويريك الإحسان لماعا ، فمن ذلك قوله يصف البهار : [الطويل]
تأمّل فقد شقّ البهار كمائما |
|
وأبرز عن نوّاره الخضل الندي (٣) |
مداهن تبر في أنامل فضّة |
|
على أذرع مخروطة من زبرجد (٤) |
وله يصف معشوقا ، أهيف القدّ ممشوقا ، أبدى صفحة ورد ، وبدا في ثوب لازورد : [مجزوء الكامل]
لمّا بدا في لازور |
|
ديّ الحرير وقد بهر |
كبّرت من فرط الجما |
|
ل وقلت : ما هذا بشر |
فأجابني : لا تنكرن |
|
ثوب السماء على القمر |
وقال الوزير الكاتب أبو جعفر بن اللمائي (٥) : [المتقارب]
ألمّا فديتكما نستلم |
|
منازل سلمى على ذي سلم |
منازل كنت بها نازلا |
|
زمان الصّبا بين جيد وفم |
أما تجدنّ الثرى عاطرا |
|
إذا ما الرياح تنفسن ثم |
__________________
(١) صعّر خدّه : أماله عجبا وكبرا.
(٢) في ب : «راتب» ، وفي ه : «مراتب».
(٣) الكمائم : أوعية الطلع.
(٤) التبر : الذهب. والزبرجد : حجر كريم يشبه الزمرد.
(٥) انظر المطمح : ٢٥ ـ ٢٦.