هبني إلى يوم تطيش به النّهى |
|
والبيض تنضى والقنا متأشبه (١) |
وهناك فانظرني بعين بصيرة |
|
فالشّبل يعرف أصله من جرّبه |
ثم أعلاه إلى درجة الوزارة والقيادة ، إلى أن قتل في جيش كان قدّمه عليه ، فقال فيه من قصيدة : [المجتث]
يا صارما أغمدته |
|
عن ناظريّ الصوارم |
وزهرة غيّبتها |
|
من الطيور كمائم |
يا كوكبا خرّ من أن |
|
جمي وأنفي راغم (٢) |
بكت عليّ وشقّت |
|
جيوبهنّ الغمائم |
قل للحمائم إنّي |
|
أصبحت أحكي الحمائم |
وأنثر الدمع مهما |
|
رأيت للزهر باسم |
تالله لا لذّ عيش |
|
لمترف لك عادم |
ولمّا رحل الوزير عبد البر بن فرسان من وادي آش إلى علي الميورقي صاحب فتنة إفريقية أقبل عليه ، ثم ولي أخوه يحيى الإمارة بعده ، فأسند جميع أموره إليه ، فقال يخاطبه : [الطويل]
أجبنا ورمحي ناصري وحسامي |
|
وعجزا وعزمي قائدي وإمامي |
ولي منك بطّاش اليدين غضنفر |
|
يحارب عن أشباله ويحامي (٣) |
ألا غنّياني بالصّهيل فإنه |
|
سماعي ورقراق الدماء مدامي |
وحطّا على الرمضاء رحلي فإنها |
|
مهادي وخفّاق البنود خيامي (٤) |
وكان الأمير أبو عبد الله ابن مردنيش ملك شرق الأندلس من أبطال عصره ، وكان يدفع في المواكب ، ويشقّها يمينا وشمالا منشدا : [الوافر]
أكرّ على الكتيبة لا أبالي |
|
أحتفي كان فيها أم سواها (٥) |
__________________
(١) متأشبة : مجتمعة.
(٢) وأنفي راغم : أراد : كرها.
(٣) الغضنفر : من أسماء الأسد. والأشبال : جمع شبل ، وهو ابن الأسد.
(٤) الرمضاء : شدة الحر. والبنود : جمع بند وهو العلم الكبير.
(٥) الحتف : الموت.