ألم أنشده في وادي هيامي |
|
به لو كان يعطفه النشيد |
حبيبي أنت تعلم ما أريد |
|
ولكن لا ترقّ ولا تجود |
وكم غنّيت حين تنكّبتني |
|
منى شيطانها أبدا مريد |
(يريد المرء أن يؤتى مناه |
|
ويأبي الله إلّا ما يريد) |
وقال ذو الرياستين أبو مروان عبد الملك بن رزين : [مجزوء الكامل]
بالله إن لم تزدجر |
|
يا مشبه البدر المنير |
لأسرّحنّ نواظري |
|
في ذلك الورد النضير |
ولآكلنّك بالمنى |
|
ولأشربنّك بالضمير |
وقال ابن عبد ربه (١) : [مخلع البسيط]
اشرب على المنظر الأنيق |
|
وامزج بريق الحبيب ريقي |
واحلل وشاح الكعاب رفقا |
|
خوفا على خصرها الرقيق (٢) |
وقل لمن لام في التصابي |
|
خلّ قليلا عن الطريق (٣) |
وسيأتي إن شاء الله تعالى قريبا من بلاغة أهل الأندلس في الجدّ والهزل ما فيه مقنع لمن اقتصر عليه.
ومن حكاياتهم في عدم احتمال الضيم والذلّ والوصف بالأنفة : أنه لمّا ثار أيوب بن مطروح في المائة الخامسة في الفتنة على ملك غرناطة عبد الله بن بلقين بن حبّوس وخاض بحار الفتنة حتى رماه موجها فيمن رمى على الساحل ، وحصل فيما بثّ عليهم يوسف بن تاشفين من الحبائل ، وكانت له همّة وأنفة عظيمة ، وخلع عن إمارته ، وحصل في حبالته ، أدخل رأسه تحته ، فانتظر من حضر معه أن يتكلّم أو يخرج رأسه ، فلم يكن إلّا قليل حتى وقع ميتا ، رحمه الله تعالى!.
ولمّا ثار الميورقي بإفريقية على بني عبد المؤمن الثورة المشهورة ، وخدمه جملة من أعيان أهل الأندلس ، وكان من جملتهم مالك بن محمد بن سعيد العنسي (٤) ، كتب عنه من رسالة : وبعد ، فإنّا لا نحتاج لك إلى برهان على أمير لسانه الحسام ، وأيّده التأييد الرباني الذي
__________________
(١) انظر العقد الفريد ج ٦ ص ٢٨٥.
(٢) الكعاب : الفتاة التي نهد ثدياها.
(٣) في أ : «خذوا قليلا عن الطريق».
(٤) انظر ترجمته في المغرب ج ٢ ص ١٧١.