وأنّ خطيرات المهالك ضمّن |
|
لراكبها أنّ الجزاء خطير |
تخوّفني طول السّفار وإنّه |
|
بتقبيل كفّ العامريّ جدير |
مجير الهدى والدين من كلّ ملحد |
|
وليس عليه للضلال مجير |
تلاقت عليه من تميم ويعرب |
|
شموس تلاقت في العلا وبدور |
هم يستقلّون الحياة لراغب |
|
ويستصغرون الخطب وهو كبير |
ولمّا توافوا للسّلام ورفّعت |
|
عن الشمس في أفق الشروق ستور |
وقد قام من زرق الأسنّة دونها |
|
صفوف ومن بيض السيوف سطور |
رأوا طاعة الرحمن كيف اعتزازها |
|
وآيات صنع الله كيف تنير (١) |
وكيف استوى بالبر والبحر مجلس |
|
وقام بعبء الراسيات سرير |
فجاؤوا عجالا والقلوب خوافق |
|
وولّوا بطاء والنواظر صور |
يقولون والإجلال يخرس ألسنا |
|
وحازت عيون ملأها وصدور |
لقد حاط أعلام الهدى بك حائط |
|
وقدّر فيك المكرمات قدير |
وأنا أقسم بما حازته هذه الأبيات ، من غرائب الآيات ، لو سمع هذا المدح سيد بني حمدان (٢) لسلا به عن مدح شاعره الذي ساد كل شاعر ، ورأى أن هذه الطريقة أولى بمدح الملوك من كل ما تفنّن فيه كل ناظم وناثر (٣).
[الكامل]
قالت وقد مزج الفراق مدامعا |
|
بمدامع وترائبا بترائب |
أتفرّق حتى بمنزل غربة؟ |
|
كم نحن للأيام نهبة ناهب |
ولئن جنيت عليك ترحة راحل |
|
فأنا الزعيم لها بفرحة آئب (٤) |
هل أبصرت عيناك بدرا طالعا |
|
في الأفق إلّا من هلال غارب |
وإن شبّه قال (٥) : [الكامل]
__________________
(١) في ب : «رأوا ساعة الرحمن».
(٢) سيد بني حمدان : هو سيف الدولة الحمداني ملك حلب وممدوح المتنبي.
(٣) انظر ديوان ابن دراج ص ١١٠ ، ١١٢.
(٤) الزعيم : الكفيل والضامن.
(٥) ديوان ابن دراج ص ٣٦.