تكثّر من الإخوان للدهر عدّة |
|
فكثرة درّ العقد من شرف العقد |
وعظّم صغير القوم وابدأ بحقّه |
|
فمن خنصري كفّيك تبدأ بالعقد |
ثم نظر إليهم وأنشدهم ارتجالا قوله : [البسيط]
مغيث أيوب والكافي لذي النون |
|
يحلّني فرجا بالكاف والنون |
كم كربة من كروب الدّهر فرّجها |
|
عني ولم ينكشف وجهي لمن دوني |
وقال القاضي أبو موسى بن عمران : [مجزوء الكامل]
ما للتجارب من مدى |
|
والمرء منها في ازدياد |
قد كنت أحسب ذا العلا |
|
من حاز علما واستفاد |
فإذا الفقيه بغير ما |
|
ل كالخيام بلا عماد (١) |
شرف الفتى بنضاره |
|
إنّ الفقير أخو الجماد |
ما العلم إلّا جوهر |
|
قد بيع في سوق الكساد (٢) |
وقال أبو بكر بن الجزار السّرقسطي : [الكامل]
إيّاك من زلل اللسان فإنما |
|
عقل الفتى في لفظه المسموع |
والمرء يختبر الإناء بنقره |
|
ليرى الصحيح به من المصدوع |
وقال أبو عامر أحمد بن عبد الملك بن شهيد : تناول بعض أصحابنا نرجسة ، فركّبها في وردة ، ثم دفعها إليّ وإلى صاعد ، وقال : قولا ، فأبهمت دوننا أبواب القول ، فدخل الدميري (٣) ، وكان أمّيا لا يذكر من الكلام إلّا ما علق بنفسه في المجالس ، وينفذ مع هذا في المطوّلات من الأشعار ، فأشعر بأمرنا ، فجعل يقول دون روية : [السريع]
ما للأديبين قد اعيتهما |
|
مليحة من ملح الجنّة |
نرجسة في وردة ركّبت |
|
كمقلة تطرف في وجنه |
وقال أبو محمد بن حزم في «طوق الحمامة» (٤) : [الطويل]
__________________
(١) في ب : «كالخباء بلا عماد».
(٢) في ه : «ما الحلم إلّا جوهر».
(٣) في ب : «فدخل الزهيري» وفي ج «فدخل الزبير».
(٤) انظر طوق الحمامة ص ١٦.