فقال ابن عمار :
إن كان عقد ضميره كلسانه
وقال عبد الجبار بن حمديس الصقلي (١) : أقمت بإشبيلية لمّا قدمتها على المعتمد بن عباد مدّة لا يلتفت إليّ ولا يعبأ بي ، حتى قنطت لخيبتي مع فرط تعبي ، وهممت بالنكوص على عقبي ، فإني لكذلك ليلة من الليالي في منزلي إذا بغلام معه شمعة ومركوب ، فقال لي : أجب السلطان ، فركبت من فوري ، ودخلت عليه ، فأجلسني على مرتبة فنك ، وقال لي : افتح الطاق التي تليك ، ففتحتها فإذا بكور زجاج على بعد ، والنار تلوح من بابيه ، وواقدة تفتحهما تارة وتسدّهما أخرى ، ثم دام سدّ أحدهما وفتح الآخر ، فحين تأمّلتهما قال لي : أجز : [المنسرح]
انظرهما في الظلام قد نجما
فقلت :
كما رنا في الدّجنّة الأسد
فقال :
يفتح عينيه ثمّ يطبقها
فقلت :
فعل امرئ في جفونه رمد
فقال :
فابتزّه الدهر نور واحدة
فقلت :
وهل نجا من صروفه أحد؟
فاستحسن ذلك ، وأمر لي بجائزة سنيّة ، وألزمني خدمته.
وقد ذكرنا هذه الحكاية في هذا الكتاب ، ولكن ما هنا أتمّ مساقا فلذلك نبّهت عليه.
وذكر صاحب «فرحة الأنفس ، في أخبار أهل الأندلس» (٢) أنّ أمير المؤمنين عبد الرحمن
__________________
(١) انظر البدائع ج ١ ص ١٧١.
(٢) انظر البدائع ج ١ ص ١٨٥.