قلنا : وأين الأقاح؟ قال لنا : |
|
أودعته ثغر من سقى القدحا |
فظلّ ساقي المدام يجحد ما |
|
قال فلمّا تبسّم افتضحا |
وقال : [الوافر]
أديراها على الروض المندّى |
|
وحكم الصبح في الظّلماء ماضي |
وكأس الريح تنظر عن حباب |
|
ينوب لنا عن الحدق المراض |
وما غربت نجوم الأفق لكن |
|
نقلن من السماء إلى الرياض |
وقال : [الخفيف]
ورياض من الشقائق أضحت |
|
يتهادى بها نسيم الرياح |
زرتها والغمام يجلد منها |
|
زهرات تروق لون الراح |
قل ما ذنبها؟ فقال مجيبا |
|
سرقت حمرة الخدود الملاح |
فانظر كيف زاحم بهذا الاختيال المخترعين؟ وكيف سابق بهذا المبتدعين؟
وهل منكم من برع في أوصاف الرياض والمياه وما يتعلّق بذلك فانتهى إلى غاية (١) السباق ، وفضح كل من طمع بعده في اللحاق ، وهو أبو إسحاق بن خفاجة القائل : [الكامل]
وعشيّ أنس أضجعتني (٢) نشوة |
|
فيها يمهّد مضجعي ويدمّث (٣) |
خلعت عليّ بها الأراكة ظلّها |
|
والغصن يصغي والحمام يحدّث |
والشمس تجنح للغروب مريضة |
|
والرعد يرقي والغمامة تنفث |
والقائل : [الكامل]
لله نهر سال في بطحاء |
|
أشهى ورودا من لمى الحسناء |
متعطّف مثل السّوار كأنه |
|
والزهر يكنفه مجرّ سماء |
قد رقّ حتى ظنّ قرصا مفرغا |
|
من فضّة في بردة خضراء |
__________________
(١) في ب : «إلى راية السباق».
(٢) ورد هذا البيت في ه هكذا :
وعشيّ أنس أضجعتنا نشوة |
|
فيه تمهد مضجعي وتدمّت |
(٣) وفي ب :
وعشي أنس أضجعتنا نشوة |
|
فيها يمهد مضجعي ويدمّت |