وقال غالب بن عبد الله الثّغري (١) : [البسيط]
يا راحلا عن سواد المقلتين إلى |
|
سواد قلب عن الأضلاع قد رحلا |
غدا كجسم وأنت الروح فيه فما |
|
ينفكّ مرتحلا ما دمت مرتحلا (٢) |
وللفراق جوى لو مرّ أبرده |
|
من بعد فرقتكم بالماء لاشتعلا (٣) |
وقال الوزير أبو الحسن ابن الإمام الغرناطي يهجو مراكش المحروسة : [البسيط]
يا حضرة الملك ما أشهاك لي وطنا |
|
لو لا ضروب بلاء فيك مصبوب |
ماء زعاق وجوّ كلّه كدر |
|
وأكلة من بذنجان ابن معيوب (٤) |
وابن معيوب هذا كان من خدام أبي العلاء بن زهر ، يزعم الناس أنه سمّ ابن باجة لعداوته لابن زهر في باذنجان.
ولمّا بنى الفقيه أبو العباس ابن القاسم قصره بسلا وشيّده وصفته الشعراء ، وهنّته به ، ودعت له ، وكان بالحضرة حينئذ الوزير أبو عامر بن الحمارة ، ولم يكن أعدّ شيئا ، فأفكر قليلا ثم قال : [البسيط]
يا أوحد الناس قد شيّدت واحدة |
|
فحلّ فيها حلول الشمس في الحمل (٥) |
فما كدارك في الدنيا لذي أمل |
|
ولا كدارك في الأخرى لذي عمل |
وفيهم يقول ابن بقي في موشحته الشهيرة التي آخرها :
إن جئت أرض سلا |
|
تلقاك بالمكارم فيدان (٦) |
هم سطور العلا |
|
ويوسف بن القاسم عنوان |
وكان محمد بن عبادة بالمرية ، ومعه ابن القابلة السبتي ، فنظر إلى غلام وسيم يسبح ، وقد تعلّق بسفينة (٧) ، فقال ابن عبادة : [السريع]
انظر إلى البدر الذي لاح لك
__________________
(١) انظر الجذوة ص ٣٠٦.
(٢) في ه : «ما دام مرتحلا».
(٣) الجوى : النار.
(٤) في ه : «ماء زعاف».
(٥) في ب ، ه : «يا واحد الناس» وفيهما «محلّ الشمس في الحمل».
(٦) في ب : «تلقا لها بالمكارم فتيان».
(٧) في ب : «تعلق بمركب».