علّقته متعلّقا |
|
بالخطّ معتكفا عليه |
حمل الدواة ولا دوا |
|
ء لعاشق يرجى لديه |
فدماء حبات القلو |
|
ب تلوح صبغا في يديه |
لم أدر ما أشكو إلي |
|
ه أهجره أم مقلتيه |
والحبّ يخرسني على |
|
أنّي ألكّع سيبويه |
ما لي إذا أبصرته |
|
شغل سوى نظري إليه (١) |
وقد آن وقت الرجعة إلى كلام الأندلسيين ، الذي حلا ، وأبعدنا عنه بما مرّ النّجعة فنقول:
ذكر الفتح في قلائد العقيان ، كما قال ابن ظافر ، ما معناه (٢) : أخبرني الوزير أبو عامر بن بشتغير (٣) أنه حضر مجلس القائد أبي عيسى بن لبّون في يوم سفرت فيه أوجه المسرّات ، ونامت عنه أعين المضرّات ، وأظهرت سقاته غصونا تحمل بدورا ، وتطوف من المدام بنار مازجت من الماء نورا ، وشموس الكاسات تطلع في أكفّها كالورد في السوسان ، وتغرب بين أقاحي نجوم الثغور فتذبل نرجس الأجفان ، وعنده الوزير أبو الحسن بن الحاج اللورقي ، وهو يومئذ قد بذل الجهد ، في التحلّي بالزهد ، فأمر القائد بعض السقاة أن يعرض عليه ذهب كاسه ، ويحييه بزبرجد آسه ، ويغازله بطرفه ، ويميل عليه بعطفه ، ففعل ذلك عجلا ، فأنشد أبو الحسن مرتجلا : [الكامل]
ومهفهف مزج الفتور بشدّة |
|
وأقام بين تبذّل وتمنّع |
يثنيه من فعل المدامة والصّبا |
|
سكران سكر طبيعة وتطبّع |
أوما إليّ بكأسه فكففتها |
|
ورنا فشفّعها بلحظ مطمع (٤) |
والله لولا أن يقال هوى الهوى |
|
منه بفضل عزيمة وتورّع |
لأخذت في تلك السبيل بمأخذي |
|
فيما مضى ونزعت فيها منزعي |
وحكى الحميدي أنّ عبد الملك بن إدريس الجزيري كان ليلة بين يدي الحاجب بن أبي عامر والقمر يبدو تارة ، ويخفيه السحاب تارة ، فقال بديها : [الوافر]
__________________
(١) مالي : ما نافية ، وأراد ليس من شغل سوى النظر إليه.
(٢) انظر بدائع البداءة ج ٢ ص ٨٧ وقلائد العقيان ص ١٣٩.
(٣) في أ«يشتغير».
(٤) أوما : أشار وأصله أومأ بالهمز.