لسانه من قفاه ، ولفظ أنفاسه بعد لحظات! ثمّ حمل جثمانه إلى بغداد ليوارى الثرى (١).
وفي عام ٢٤٥ هـ ـ ٨٥٩ م استنزفت خزانة الدولة في بناء القصور وتأسيس مدينة جديدة شمال سامراء وشق نهر يتفرّع من دجلة كان يعمل فيه اثنا عشر ألف عامل ؛ غير ان المشروع فشل لأسباب فنيّة ترتبط بطبيعة الأرض والتضاريس ومع ذلك استمرّ العمل فيه ؛ بالرغم من مرور شهور طويلة! (٢).
ويبدو ان المهندس المشرف على تلك المشاريع «دليل بن يعقوب النصراني» على علم بما يجري في الخفاء وتحديداً الإعداد لمحاولة انقلابيّة خطيرة بقيادة نجل المتوكّل محمّد (المنتصر) وكان والده قد قام بالغاء ولايته للعهد واسنادها إلى «المعتز» بتأثير محظيته الحسناء «قبيحة».
ففي منتصف ليلة الثالث من شوال سنة ٢٤٧ هـ ـ الثامن من كانون الأوّل ٨٦١ م اقتحمت قوّة مؤلّفة من الضباط الأتراك
__________________
١. أحداث التاريخ الاسلامي ج ١ م ٢ ص ١٣٦٣.
٢. المصدر السابق ص ١٣٦٥.