فقد كان الجميع يرجع إليه في مشكلاتهم الدينيّة وقضاياهم الشرعيّة فكانوا يأخذون بفتاواه ولهذا سنجد انّ الشيخ الكليني يحظى بلقب فريد هو «ثقة الإسلام» وهو اللقب الذي اشتهر به آنذاك (١).
وفي أجواء تسودها الروح الطائفيّة والتعصّبات المذهبيّة كان الكليني يمثّل مرجعيّة عامّة إلى حدّ كبير لجميع الطوائف الإسلاميّة في مدينة لها ثقلها الرسمي والرمزي التاريخي.
كانت بغداد بالنسبة للشيخ الكليني مكاناً للتأليف ، وجد فيها فرصته ينتج فيها معارفه التي عانى الكثير في تحصيلها وآن لتلك الشجرة الوارفة أن تؤتي اُكلها سيّما وهو يراقب عن كثب ما يعانيه شيعة أهل البيت من مضاعفات غياب الامام الثاني عشر وتعذّر الاتّصال بسفرائه بسبب الظروف التي تمرّ
__________________
١. ريحانة الأدب ، الميرزا محمّد علي مدرسي التبريزي ج ٥ ص ٧٩.