بها بغداد.
ثمّة مؤشّرات وردت في مقدّمة كتابه الكافي تفيد بأنّه تلقّى رسالة من صديق له يعيش في منطقة نائية وفيها يشكو ضياع العلم وغربة العلماء وهيمنة التيارات السطحيّة ويتساءل عن إمكانيّة التديّن من دون الاستناد إلى العلم مع الاقرار بجميع شؤون الدين من باب الاستحسان له وتقبّله كميراث ثقافي وجزءً من التقاليد الموروثة؟! والاستناد إلى العقل في القضايا التي تحتاج إلى موقف؟!
كما ذكر في رسالته تضارب الروايات الواردة ؛ فتمنّى وجود كتاب يكون مرجعاً يشتمل على الأحاديث الموثقة التي تسهم في ترشيد الفكر والعقيدة وعمليّة التصحيح ، في عصر كان يموج بالتيارات الفكريّة المتناقضة.
وهكذا جاء جهده المضني في مجموعة حديثيّة كبرى تنطوي على تعاليم الاسلام الحنيف في اُصوله وفروعه ؛ لتكون نبراساً للشيعة ومنهجاً ينظّم حياتهم الاجتماعيّة والدينيّة وضوءً كشّافاً يضيء الطريق وتفسيراً لبعض الآيات في القرآن