حيث تمكّن أبو عبد الله الشيعي الاسماعيلي (١) من قهر الخوارج الاباضيّة والقضاء على الدولة الرستميّة واحتلال مدينة القيروان أيضاً والقضاء على دولة الأغالبة ومن ثمّ يوجّه دعوة إلى عبيد الله المهدي لاستلام مقاليد الحكم.
وفي هذه الفترة اتّصل الحسين بن منصور الحلّاج بالزعيم الشيعي علي بن بابويه القمي (والد الشيخ الصدوق) محاولاً استغلال الأوضاع التي يمرّ بها الشيعة ومضاعفات غياب الإمام المهدي المنتظر واستغلال البعض قضيّة المهدويّة.
وقد سافر الحلّاج إلى مدينة قم واللقاء مع الزعيم الشيعي واثقاً من قدراته في التأثير عليه ؛ غير ان ابن بابويه أمر بطرده على نحو مهين فعاد إلى بغداد ليجرّب حظّه مع شخصيّة اُخرى تحظى باحترام الشيعة فوجّه إليه رسالة جاء فيها :
ـ «إني وكيل صاحب الزمان ، وقد أمرت بمراسلتك» وذكر له أنّ الامام أمره بمساندة النوبختي ؛ غير أن الأخير سخر منه
__________________
١. استطاع اقناع قبيلة «كتامة» البربريّة وتكوين جيش من أبنائها ورجالها ليخوض بهم حروباً ضارية مع الخوارج والأغالبة.